للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(أعوذ بك من شر) كل (ما صنعت) أي: عملته من الذنوب والمعاصي (أبوء) أي: أعترف وأقر، من قولهم: باء بحقه، أي: اعترف، وأصله اللزوم، ومنه: "باء به أحدهما" أي: التزمه ورجع به.

(بنعمتك) مفرد بمعنى الجمع، أي: بنعمك السابقة ظاهرة وباطنة (وأبوء بذنبي) قال الخطابي: وفيه معنى ليس في الأول، تقول العرب: باء فلان بذنبه، إذا احتمله كرهًا لا يستطيع دفعه عن نفسه (١).

وقال غيره: رجعت إلى الإقرار بعد الإنكار (فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) كقوله تعالى: {فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} (٢) والمغفرة معناها الستر، ونقل ابن الجوزي عن بعضهم أنها مأخوذة من الغفر، وهو نبت يداوى به الجرح، إذا ذُرَّ عليه أبرأه (٣).

(فمات من يومه أو) قالها من الليل فمات (من ليلته دخل الجنة) لفظ ابن ماجه: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قالها في يومه وليلته فمات في ذلك اليوم أو تلك الليلة دخل الجنة إن شاء اللَّه تعالى" (٤). فإن قلت: المؤمن وإن لم يقلها هو يدخل الجنة أيضًا. فالجواب: أن المراد أنه يدخلها ابتداءً من غير دخول النار؛ لأن كثيرا منهم يدخلون النار ثم يخرجون منها، أو لأن المؤمن يوفق ببركتها فلا يعصي اللَّه تعالى، أو لأن اللَّه يعفو عنه بسبب هذا الاستغفار. وهذا الحديث أخرجه البخاري


(١) "معالم السنن" ٤/ ١٣٤ - ١٣٥.
(٢) آل عمران: ١٣٥.
(٣) "نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر" (ص ٩٠).
(٤) "سنن ابن ماجه" (٣٨٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>