للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن اللَّه تعالى أجاركم من ثلاث خلال) أي: خصال (لا يدعو عليكم نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-) دعوة (فتهلكوا) بكسر اللام (جميعًا) كما دعا نوح على قومه فهلكوا جميعهم، بل كان كثير الدعاء لهم، واختبأ دعوته المستجابة لأمته يوم القيامة، ونهى عن الدعاء فقال: "لا تدعوا على أهاليكم" (١).

(وأن لا يظهر) بضم أوله، وكسر ثالثه، أي: لا يعلي (أهل) دين (الباطل) وهو الكفر (على) دين (أهل الحق) يعني: أهل الإسلام بالغلبة والقهر، بل يعلي دين الإسلام على جميع الأديان. قيل: ذلك عند نزول عيسى -عليه السلام-، فلا يبقى أهل دين إلا دخل في الإسلام. وقال السدي: ذلك عند خروج المهدي، لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام، إما بعز عزيز أو بذل ذليل. وقيل: المراد بإظهار أهل الحق بالحجج الواضحة والبراهين اللائحة؛ لأن حجج دين الإسلام أقوى الحجج وبراهينه أقطع الدلائل، فما تحاج مؤمن وكافر إلا ظهرت حجة المسلم على الكافر، وكبت (٢) اللَّه الكافر وأدحض حجته.

(وألا تجتمعوا على ضلالة) لفظ الترمذي: "لا تجتمع هذِه الأمة على ضلالة" (٣) وزاد ابن ماجه: "فإذا وقع الاختلاف فعليك بالسواد


= وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" ٣٤/ ٢٤٥. وانظر ترجمة سعد بن طارق أبي مالك الأشجعي في "تهذيب الكمال" ١٠/ ٢٦٩.
(١) سبق برقم (١٥٣٢) من حديث جابر بمعناه.
(٢) في (ل): ويكبت. والمثبت هو الصواب.
(٣) "سنن الترمذي" (٢١٦٧) بلفظ: "إن اللَّه لا يجمع أمتي -أو قال: أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- على ضلالة".

<<  <  ج: ص:  >  >>