الكرم، فهو ممن يرى طاعة الدار العزيزة نسكاً يؤذن بتزكية الأعمال، وغرساً يثمر سعادة لأولي الآمال. ولولا ما يصدفه من تهيب الإنهاء، والأخذ بأدب من يقتصر على الخدمة والدعاء، لما اقتنع لنفسه بحرمة التنويه، والاعتماد على الاستشهاد فيما ينويه) .
ومن أخرى لما قتل سعد الملك الوزير:(ثم إنه صدع بهذا الخطب الحادث، والخبر الكارث، وهو في سورة وجوم، ومساورة غموم، فذهل عن رزئهم الطري، وجرى الوادي فطم على القري، فلما انجلت الغمة، وتجلت النعمة، انسرى كربهم الذي بطن، وكمدهم الذي كان علن، (وقالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)) .
ومن أخرى في تعزية: (ووصل ما شرف به مبشر الأنباء المبهجة، والسعادة المتبلجة، ثم أخذ في استخبار القاصد عما خبر ونظر، واستمع واطلع، وكأنه استثار به