الزفرات، والحنين إلى أوقات الملاقاة، ولم يزل الخادم يستوضحه ويستشرحه، وينافثه ويباحثه. وكلما هم بالقيام، وقطع الكلام، لزم أذياله، وأنشده البيت الذي كان قاله، من ضاهت حاله حاله:
وحَدَّثتَني يا سَعْدُ عنهم فزِدْتَنِي ... جُنوناً فِزدْني من حديثك يا سَعْدُ
وعرف في ضمن مناجاته، واستشراح روزنامجاته، ما اعترض من الشائبة الممضة، والفجيعة بتلك الريحانة الغضة، فوجد مس هذا الرزء، وأخذ منه بأوفى جزء. على أن ما يشوب صفو المنح، ويقذي كاس الفرح، يحل محل التميمة، للنعم الجسيمة، ويسلي أولي البصيرة السليمة، إذا ما أحمد قط دوام الصفو، كما لا يحب استمرار الصحو. وفي سلامة النفس الشريفة مسلاة للقلوب، ومسراة للكروب، تصغر نازلة الخطوب، وتصفح للأيام عن الذنوب) .
ومن أخرى: (وعنده من تباريح الاشتياق إلى الخدمة ما يصدع الأطواد، فكيف