للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله (١): وغير الخبر، إنشاء (٢) وتنبيهه (٣)، ومن التنبيه: الأمر والنهي والاستفهام والتمني والترجي والقسم والنداء.

سمي غير الخبر إنشاء من قولهم: أنشأ بفعل كذا إذا ابتدأ، ثم نقل إلى إيقاع لفظ المعنى يقارنه في الوجود، ويسمى أيضًا تنبيهًا، أي نبهت به على مقصودك بالكلام (٤).

وقوله المصنف: "ومن التنبيه الأمر والنهي ... " إلى آخره، ولم يقل: وهو الأمر لعدم جزمه بالانحصار فيها، وليس ها هنا موضع بيانها (٥)،


(١) انظر: المختصر في أصول الفقه ص (٨٠).
(٢) الإنشاء لغة: الإبداع والابتداء، وكل من ابتدأ شيئًا فقد أنشأه.
وفي اصطلاح البيانيين: هو الكلام الذي يتوقف مدلوله على المنطق به، كالأمر والنهي والدعاء .. إلخ.
فالجملة الإنشائية: هي التي لم تشتمل على خبر، وإنما أنشأ المنطق بها حدثًا ما، كإنشاء طلب الفعل، إذا قلت لابنك اسقني .. إلخ.
انظر: البلاغة العربية د. عبد الرحمن حبنكة (١/ ١٦٧، ٢٢٣).
(٣) التنبيه لغة: هو الدلالة عما غفل عنه المخاطب.
وفي الاصطلاح: إعلام ما في ضمير المتكلم للمخاطب.
وقال الفتوحي: إنهما -أي الإنشاء والتنبيه- لفظان مترادفان على مسمى واحد.
انظر: التعريفات للجرجاني ص (٤٩)، شرح كوكب المنير (٢/ ٣٠٠).
(٤) انظر: تشنيف المسامع للزركشي (٢/ ٩٢٦ - ٩٢٧).
(٥) قال الزَّركشي في التشنيف (٢/ ٩٢٧): قال البيانيون: إن المطلب يتنوع إلى طلب حصول ما في الخارج أن يحصل في الذهن كالاستفهام، أو طلب حصول ما في الذهن أن يحصل في الخارج، وقالوا: إنه ينحصر بالاستقرار في خمسة أقسام: الاستفهام، والأمر، والنهي، والنداء، والتمني. =