الصناعة: لفظ "قال" إن كان مكتوبًا قبل حدثنا الثاني والثالث، وهلم جرا يكون بيانًا لحدثنا مالك، كقوله تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ}[طه: ١٢٠]، فاستغنى عما يقال في أمثاله أنه جواب: ما حدثكم، كما نقله علي القاري، عن عصام الدين في (شرح الشمائل) للترمذي.
أنه سُئل سعيد بن المسيب عن الذي يَرْعُفُ، بضم العين وفتحها، أي: يخرج من أنفه الدم، فَيكثُر عليه الدم، أي: بحيث لا ينقطع، كيف يصلي؟ وإن كان معذورًا إلا أنه إذا انحنى في الركوع والسجود، ويخشى عليه من تكثر خروج الدم، قال: يوْمِئ برأْسه إيمَاءً في الصلاة، أي: الركوع والسجود فيها، ويجعل إيمائه إلى السجود أخفض من إيمائه إلى الركوع، وفي نسخة: لفظ إيماء بعد قوله: برأسه.
* * *
٣٩ - أخبرنا مالك، أخبرنا عبد الرحمن بن المجبَّر، أنه رأى سالم بن عبد الله بن عمر: يُدْخل أصبُعَه في أنفه ثم يخرجها وفيها شيء من دم فيغسله، ثم يصلي ولا يتوضأ.
قال محمد: وبهذا كلِّه نأخذ فأمَّا الرُّعَاف: فإن مالك بن أنس كان لا يأخذ بذلك وكان يرى: إذا رَعَفَ الرجلُ في صلاته أن يغسل الدمَ، ويستقبلَ الصلاة.
وأما أبو حنيفة: فإنه كان يقول بما رَوَى مالكٌ عن ابن عمر، وعن سعيد بن المسيَّب: أنه ينصرفُ، فيتوضأُ: ثم يَبْني على ما صلى إن لم يتكلم، وهو قولنا.
وأما إذا كثر الرُّعاف على الرجل فكان إن أومأ برأْسه إيماء لم يرعف، وإن سجد رعف أومأ برأسه إيماءً وأجْزأه، وإن كان يرعَفْ على كل حالٍ سجد.
وأما إذا أدخل الرجلُ أصبعه في أنفه فأخرج عليها شيئًا من دم، فهذا