للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١ - أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور: من كورة بلخ، كان من أبناء الملوك، فخرج يوما متصيِّداً، وأثار ثعلباً أو أرنباً، وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خُلِقتَ، أم بهذا أُمِرتَ؟ ثم هتف به من قربوس سرجه: والله! ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت، فنزل عن دابته، وصادف راعياً لأبيه، فأخذ جُبَّة الراعي من صوف، فلبسها، وأعطاه فرسه وما معه، ثم دخل البادية، ثم دخل مكة، وصحب بها سفيان الثوري، والفضيلَ بنَ عياض، ودخل الشام، ومات بها.

وقبره مشهور بمدينة جبلة من أعمال طرابلس، وله من الكرامات ما هو مشهور، وكان يأكل من عمل يده؛ مثل: الحصادة، وحفظ البساتين، وغير ذلك.

وكان يحفظ اسمَ الله الأعظم، وكان صدِّيق وقته، وحجَّة أهل زمانه، وكان مقبولاً عند جميع المشايخ والأكابر، وصحب الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي - رضي الله عنه -، وكان في ابتداء حاله سلطانَ بلخ، وكانت تلك المملكة تحت حكمه وسلطانه، وكان يُحمل أربعون ترساً، وأربعون مقمعةً من ذهب أحمر بين يديه وخلفه، فتنزه عن ذلك كله، وانقطع إلى ربه، فكان من أمره ما اشتهر - رضي الله عنه -.

توفي سنة إحدى وستين ومئة - رضي الله تعالى عنه -.

* * *

١٢ - أبو العباس أحمد بن عمر بن سُريج الشافعي: من عظماء