للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام -، وإلى القدس الشريف، فالحكم لله العلي الكبير.

والسبب في ذلك: أن أمير الركب الشامي هو أركماس دوادار السلطان بالشام، كان لما كان متوجهًا إلى الحجاز الشريف، قَبض على شخص من العرب، وضيق عليه، ثم هرب منه، فنهب أميرُ الحاج مالاً لبعض العرب وحصل منه التشوفُ عليهم، فلما عاد ركب الحج الشريف، تحالف عليه جماعةُ العربان من بني إبراهيم وبني لام، ووقعت هذه الحادثة، والله سبحانه هو المتصرف في عباده.

* وفيها: توفي قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن التادفي الحنبلي قاضي مدينة حلب، وكان من أهل الفضل، حسن الشكل، وخَطُّه حسن، وله مروءة وشهامة، وكانت ولايته لمنصب القضاء بحلب في دولة الملك الأشرف أينال في حدود الستين وثمان مئة، عوضًا عن قاضي القضاة علاء الدين بن مفلح، ووقع له العزل والولاية مرات بالقاضي علاء الدين بن مفلح، ثم لما نزل السلطان إلى المملكة الشامية، في شهور سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة، واجتمع به بمدينة حلب، أنعم عليه باستقراره في كتابة السر، ونظرِ الجيش، ونظرِ القلعة بحلب، مضافاً لمنصب القضاء، فباشر الوظائف مدةً، فتجمد عليه مال للديوان الشريف، وطُلب إلى القاهرة، وحُبس بالسجن المعروف بالقشرة مدة طويلة، وعزل من وظائفه، واستقر فيها غيره، وهو رجل شريف من أهل حلب، فباشرها مدة، وحصل له فيها محنة بسبب تجمد المال عليه، كما وقع للقاضي جمال الدين التادفي، ثم أُفرج عن القاضي جمال الدين من