مقيماً بمنزله بخط بين القصرين، لا يتكلم بين اثنين، ولا يظهر التجوُّهَ ولا الفخر بمصاهرة الملوك، ولا تحصل منه شفاعة عند أحد من أرباب الولايات في أمر من الأمور، واستمر على ذلك إلى حين وفاته، وكانت جنازته حافلة - رحمه الله تعالى -.
* وفيها: استقر الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد ابن الشيخ نور الدين علي الشيشيني الحنبلي أحدُ علماء الحنابلة بالديار المصرية في وظيفة قضاء الحنابلة بالحرمين الشريفين: مكة المشرفة، والمدينة الشريفة - على الحالِّ بها أفضلُ الصلاة والسلام -، عوضًا عن السيد الشريف قاضي القضاة محيي الدين عبد القادر الحسني الحنبلي - رحمه الله تعالى - بحكم وفاته، بعد شغورها عنه أكثر من سنة، فإنه توفي بالمدينة الشريفة في نصف شعبان، سنة ثمان وتسعين وثمان مئة، مباشرته لقضاء الحرمين الشريفين نحو خمسة وثلاثين سنة، وكان من أهل العلم والدين، عفيفاً في مباشرته - رحمه الله -.
* وفيها: حضر الأمير قاني بك نائب غزة المحروسة إلى القدس الشريف، حسب المرسوم الشريف الوارد عليه في ذلك، وكان دخوله للقدس في ضحى يوم الثلاثاء، عاشر شهر ذي القعدة الحرام، وحصل الاجتماع بينه وبين الأمير جان بلاط ناظرِ الحرمين الشريفين، ونائبِ السلطنة الشريفة بالقدس الشريف، بحضور شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف بمنزله بالمدرسة التنكزية، ووقع الصلح بينهما، وحصلت الموافقة والمعاهدة على زوال ما بينهما من التنافر.