للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من السجن، اعتصب معه جماعة بسبب الرجلين المحبوسين من جماعته، وتوجهوا للسجن، وفتحوه، وأطلقوا مَنْ به من المسجونين، فلما علم النائب بذلك، أركب جماعة من مماليكه، وأمرهم بالقبض على الشيخ مبارك ومَنْ معه على هيئة الحرب، وحضروا إلى الجامع الأموي، وحصل البطشُ منهم في الناس بالضرب والقتال والنهب فيمن عرفوه ومن لم يعرفوه، حتى قُتل من الناس خلق كثير نحو مئة وثلاثين نفساً، قتل عمد بغير حق، فبعضهم قُتل خارج الجامع، وبعضهم بداخله في محل العبادة والصلاة، وتفاحش الحال في القتلى حتى صاروا كالجيف الملقاة، وكان ذلك في النهار من شهر رمضان، وأُخبرت أنه حصل فسق، وأفطر - أيضاً - من المماليك، فالحكم لله العلي الكبير.

ثم كتب نائب الشام يُعلم السلطان بذلك، وتوجه الشيخ مبارك - أيضًا - للسلطان، ومعه مكاتبات من أهل دمشق بما وقع، والله تعالى المتصرف في عباده كيف يشاء.

* وفيها: في شهر رمضان - أيضًا - وقع بحلب فتنة بين العوام وبعض المتصرفين من أعوان الشرطة، وقتل جماعة من الناس في نهار رمضان، نظير ما وقع بالشام، وكانت حادثة فاحشة.

* وفيها: في شهر رمضان توفي الأمير علاء الدين علي بن خاص بك، صهرُ المقام الشريف، وكان رجلاً عاقلًا، حصلت له الرياسة، فلم يحصل له ما حصل لغيره من الطغيان، فإنه صاهر الملوك بتزويج أخته للملك الأشرف أينال، وابنته للسلطان الملك الأشرف قايتباي، وكان