للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعبان، واستقر - أيضاً - في قراءة الحديث الشريف بالقلعة الشريفة عوضاً عن الشيخ جمال الدين سبط قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر بحكم وفاته إلى رحمة الله تعالى، وشرع في قراءة الحديث في الأشهر الثلاثة الشريفة، وكان قبل ذلك حصل الرضا عليه من المقام الشريف، وأقره في إمامته على حالته، وعاد إلى ما كان عليه من الحشمة، ونفاذ الكلمة، والإقبال من السلطان - وقد تقدم في ترجمة السلطان ما كان وقع من إخراج وظائفه عنه في حوادث سنة ست وثمانين وثمان مئة -، والآن فقد مَنّ الله عليه بإعادة وظائفه بعد وفاة مَنْ أخذها عنه، فسبحان القادرِ على ما يشاء.

* وفيها: في شهر رمضان وقع بدمشق فتنة فاحشة، وهي أن رجلاً يسمى: الشيخ مبارك، أسود اللون سلك (١) طريق الفقراء، وتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان تسلط على أرباب المنكرات في كَبِّ الخمر، ونحوه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فحمل منه حكام الشام الأتراك، فوقعت حادثة أوجبت أن قُبض عليه، وأُحضر إلى نائب الشام الأمير قانصوه اليحياوي، فلما حضر بين يديه، ضربه ضرباً فاحشا، وضرب رجلين من جماعته بالمقارع، وحبسهم فثار جماعة لنصرة الشيخ مبارك، وحضر قاضي القضاة شهاب الدين بن فرفور الشافعي لمجلس النائب، وتكلم معه في إطلاق الشيخ مبارك، فلما خرج


(١) في الأصل: "سالك".