للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأسطحة والأماكن، ورُئي منه ما لم يُعْهَد في هذه الأزمنة من نحو سبعين سنة، حتى كان حجمه فوق الأرض في بعض الأماكن أكثر من أربعة أذرع، وأخبرت أنه بلغ في بعض الأماكن أكثر من خمسة أذرع، وتقطعت السُّبل وسُدَّت الشوارع، وأصبح الناس في يوم الجمعة ثاني ربيع الآخر في شدة شديدة، وأقيمت صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى الشريف، فلم يحضرها من أهل بيت المقدس النصف، بل ولا الثلث.

ووقع الثلج بمدينة الرملة، ولم يعهد وقوعه بها في هذه الأزمنة، إلا ما يحكى أنه من مدة طويلة من نحو ثمانين سنة وقع بها مرّة في سنة من السنين، فسماها أهل الرملة: سنة الثلجة، ولم يُعلم أنه بلغ قدر ما بلغ في هذه المرة، حتى قيل: إنه وصل إلى البحر، [واستمر] في شوارع القدس أكثر من عشرين يوماً، وقد اشتد حتى صار كالحجارة، ثم وقع البرد الشديد بعد وقوع الثلج بنحو خمسة عشر يوماً، حتى جمد الماء وصار جليداً، ثم في عشية الخميس ليلة الجمعة، السادس عشر من ربيع الآخر عاود الثلج، ونزل حتى عمَّ الأرض، لكنه كان خفيفًا.

ومن الاتفاق: أن الثلج كان وقع بالقدس في السنة الماضية، وهي سنة ثمان وتسعين، في يوم تاسع عشرين ربيع الأول، ثم وقع في هذه السنة في تاسع عشرين ربيع الأول، لكنه في العام الماضي كان في يوم الجمعة، وفي هذا العام في يوم الثلاثاء، فسبحان القادر على كل شيء.

ثم وقع الثلج بغزة المحروسة، ولم يعلم وقوعه بها قبل ذلك.

قد تقدم قبل ذلك: أن الأمير جان بلاط ناظرَ الحرمين الشريفين،