وسافر قانصوه من القدس صحبةَ ناظر الحرمين بالمال المقبوض بعد صلاة الجمعة، العشرين من ربيع الآخر، بعد إقامته بها أربعين يومًا، وحضر إلى الأمير أقبردي الدوادار النواب والأمراء إلى الرملة من طرابلس وحماة وصفد والبيرة، وأُهدي إليه من الأموال والمواشي ما لا يحصى، ثم حضر إليه ملك الأمراء قانصوه اليحياوي كافل المملكة الشامية، والأمير يونس حاجب الحجاب بالشام، وغيرُهما، وحضر الأمير قانصوه اليحياوي إلى القدس الشريف لقصد الزيارة، ونزل في تربته التي أنشأها بظاهر باب الأسباط في عشية يوم الخميس، رابع جمادى الأولى، وتوجه في صبيحة يوم الأحد سابم الشهر قاصداً إلى دمشق المحروسة، وتوجه الأمير أقبردي الدوادار من الرملة لجهة الغور لقتال العرب، وتوجه إليه الأمير جان بلاط ناظرُ الحرمين، وناظر القدس الشريف في بكرة يوم الاثنين من جمادى الأولى، [وتوجه إلى] بلاد حوران وما والاها من البلاد، ونهب أذرعات وغيرها، وحصل من الأموال والمواشي ما لا يحصى كثرة، وحضر إليه عامر بن مقلد شيخ العرب، فقبض عليه، وحضر إلى مدينة الرملة في يوم السبت، تاسع عشر شهر جمادى الآخرة، وتوجه منها قاصداً الأبواب الشريفة في ليلة الجمعة، خامس عشر جمادى الآخرة، وصحبته من المواشي ما لا يحصى كثرة، فهلك منها في الطريق غالبها، ولم يصل معه منها إلى القاهرة إلا الأقل.
* وفيها: توفي القاضي غرس الدين خليل الكناني أخو الشيخ أبي العباس الواعظ بمكة المشرفة، وكان ولي قضاء نابلس، وقضاء صفد،