للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قانصوه، وعلى يده مرسوم الدوادار برمي الزيت المتحصل من جبل نابلس على التجار المعتادين بعمل الصابون كل قنطار بخمسة عشر ديناراً، بعد أن خُتم على ما اشتروه من القلي، ونودي في البلد بالأمان للعوام، وأن الزيت لا يأخذه إلا أربابه، فمن الناس من لم يصدق هذه المناداة، وخرج هاربًا، ومنهم من اطمأن، ثم شرع قانصوه في كتابة أسماء التجار، ومَنْ له عادة بعمل الصابون حتى اطمأن الناس، وشَرع يقبض عليهم واحدًا بعد واحد، من التجار وغيرهم، ويلزمهم بشراء الزيت على حكم ما فعل بهم في سنة ست وتسعين وثمان مئة، ورمي على اليهود والنصارى، وطلب بعض نساء الغائبين (١)، ولكنه في هذه المرة أخفُّ وطأة من المرة الأولى التي كانت في سنة ست، بمقتضى أن ناظر الحرمين ونائب السلطنة بالقدس الأمير جان بلاط اعتنى بأهل بيت المقدس، وظهر منه التلطف بالرعية، فلم يقع فيهم الإفحاش كما تقدم في زمن دقماق النائب.

وكان الزيت المرسوم برميه على القدس وبلد الخليل ألف وخمس مئة قنطار، من ذلك مئة وستون قنطاراً مختصة بأهل الخليل، وعلى أهل غزة ألف قنطار، ثم رمي على أهل الرملة، وضيق عليهم بالضرب والحبس وإخراج بعض الحريم؛ كما وقع لأهل القدس في سنة ست وتسعين، فالحكم لله العلي الكبير.


(١) في الأصل: "وطلب بعض نساء بسبب الغائبين".