للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشهودة بالذكر، خصوصاً ليالي الجمع، وكان يذكر الله تعالى في المسجد الأقصى بصدر جامع النساء عقب صلاة كل جمعة، وعليه الأنس والخشوع، وهو معتزل عن الناس، لا يخالط أبناء الدنيا، ولا يتردد إليهم، وكان جده من أكابر الصالحين، ووالده - أيضاً - كان رجلاً صالحًا، وهو من بيت قوم صالحين، وكان الشيخ موسى أضرّ في بصره، وضعف بدنه قبل وفاته بسنين، وهو - مع ذلك - لا يفتر عن ذكر الله تعالى، ولا عن ملازمة الطاعة على عادته، وكان الناس سالمين من يده ولسانه، والصلاح ظاهراً عليه.

وكان ذلك ليلة الأحد، وصُلي عليه بعد الظهر من يوم الأحد بالمسجد الأقصى في سادس عشر صفر الأغر، وحمل تابوته على الرؤوس، ودفن بتربة الساهرة ظاهر القدس الشريف من جهة الشمال، وكانت جنازته حافلة، حضرها خلق لا يحصون كثرة، ولم ير مثل جنازته في هذه الأزمنة، وشيَّعه شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف، وقضاة الشرع والعلماء، والخاص والعام، وبلغ من العمر نحو ثلاث وسبعين سنة - رحمه الله، وعفا عنه -.

قد تقدم أن الأمير أقبردي الدوادار الكبير حضر من الأبواب الشريفة، وأقام بالرملة بداخل البلد، وكان مقامه بدار الأمير منصور بن قرابغا يبيت بها ليلاً، وجلوسه في النهار بدار ابن باكيش المعدة للحكام، وجماعته من الخدم وغيرهم نزلوا عند الناس في منازلهم متفرقين.

ثم في عشية يوم الأحد عاشر ربيع الأول حضر إلى القدس الشريف