* وفيها: دخل الوباء من القاهرة وما والاها، ومن غزة في شهر رجب، ودخل إلى مدينة دمشق في أواخر رجب، بعد أن عم جميع المملكة الشامية بحلب وحماة وحمص، وورد الخبر أنه وصل في مدينة حلب في كل يوم نحو ثمان مئة، ثم وصل فيها إلى الألف وخمس مئة، وتناقص بمدينة الرملة في أوائل شعبان إلى أن بقي في كل يوم ثلاثة أنفار أو أربعة، ووصل العدد بمدينة سيدنا الخليل - عليه السلام - في اليوم دون الخمسين، واستمر بالقدس الشريف بعد ارتفاعه من غزة والرملة وكانت قوته في شهر شعبان، ووصل العدد منه إلى فوق المئة في اليوم، وقيل: إنه بلغ إلى مئة وثلاثين.
وتوفي الأمير خضر بك ناظر الحرمين الشريفين، ونائب السلطنة الشريفة بالقدس الشريف، وبلد سيدنا الخليل - عليه السلام - في ليلة الأحد، الحادي والعشرين من شعبان، وكان دخوله إلى القدس متوليًا يوم الاثنين، عاشر جمادى الأولى، سنة ست وتسعين وثمان مئة، وحصل بولايته عمارة البلاد، واطمأن الناس في الطرقات باعتبار حرمته وشهامته - رحمه الله، وعفا عنه -، وكان قبل ذلك تولى النيابة فقط، ودخل إلى القدس في تاسع ذي القعدة، سنة إحدى وتسعين وثمان مئة، وساءت سيرته، وورد المرسوم الشريف بالكشف عليه على يد الأمير تغري ورمش دوادار المقر الأشرف أقبردي أمير داودار كبير، فكشف عليه في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين، وكتب الجواب للسلطان بسيرته، وما هو عليه، فعزله في أوائل سنة ثلاث وتسعين.