* وفيها: في ثامن عشري شهر رجب المذكور توفي الشيخ الإمام العالم العلامة عبد السلام بن الرضا الكركي الحنفي - تغمده الله برحمته -، وكان من أهل العلم والفضل، وعليه السكينة والوقار، وكان يكتب على الفتوى كتابة حسنة، والناس سالمون من يده ولسانه، وكان في ابتداء أمره على مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه -، ثم انتقل عنه، وقلد الإمام أبا حنيفة - رضي الله عنه -، وتفقه على الشيخ ناصر الدين محمد بن حسني الشهير بابن الشنتير، وبرع في المذهب، وأفتى ودرَّس، وانتفع به الناس في الفتوى، وتوفي في اليوم المذكور، وصُلي عليه بالمسجد الأقصى الشريف بعد صلاة العصر في يوم الجمعة، وحمل تابوته على الرؤوس، ودفن بماملا ظاهر القدس الشريف، ومات فقيرًا لم يترك من الدنيا سوى نحو عشرة دنانير، ولما انتقل من مذهب الإمام الشافعي إلى مذهب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنهما -، لامه بعض الناس على ذلك، فأنشد: