للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم دخلت سنة سبع وتسعين وثمان مئة والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز يعقوب - أعز الله به الدين، وأمتع ببقائه الإسلام والمسلمين -، والسلطان بالديار المصرية الملك الأشرف أبو النصر قايتباي.

* وفيها: توفي الشيخ الصالح شمس الدين محمد خليفة المغربي الأصل - الآتي (١) ذكرُ جده في حرف الخاء -، وكان عبدًا صالحًا، وأهلُ بيت المقدس يعتقدونه، ورئي له بعض كرامات، وكانت وفاته في ليلة الخميس، وصُلِّي عليه بعد الظهر من يوم الخميس السابع والعشرين من صفر بالمسجد الأقصى، ودفن بتربة ماملا عند جده الشيخ خليفة، وكان لجنازته مشهد عظيم، شهده العام والخاص، وكانت وفاة والده الشيخ شمس الدين في جمادى الآخرة، سنة تسع وثمانين وثمان مئة.

* وفيها: في شهر ربيع الأول عاد الأمير جان بلاط قاصد المقام الشريف من الروم بعد أن حصل له الجبر من ملك الروم السلطان أبي يزيد، وبالغ في إكرامه، وأكمل الله الصلح بين سلطاننا وبينه، واطمأن الناس - ولله الحمد -.

وكان ابتداء الفتنة وتجهيز العساكر لقتال السلطان ابن عثمان من أوائل سنة تسع وثمانين وثمان مئة إلى أن لطف الله تعالى بعباده، ووقع الصلح، وتكامل في هذا التاريخ بعد وقوع الحرب والفتن نحو ثمان


(١) في الأصل: "المتقدم".