مدينة الرملة، فانتقم الله من دقماق لما فعله بالمسلمين، وعزله الأمير دوادار الكبير واستقر عوضه الأمير خضر بك نظر الحرمين الشريفين، والنيابة في يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى، وهو اليوم الذي سافر فيه الأمير دوادار من الرملة قاصدًا الأبواب الشريفة، ودخل إلى القدس الشريف في يوم الاثنين، عاشر جمادى الأولى، وكان يومًا مشهودًا لدخوله.
* وفيها: في شهر ربيع الآخر برز الأمر الشريف باخراج مدينة الرملة عن نائب الشام الأمير قانصوه اليحياوي، وإضافتها إلى ملك الأمراء أقباي نائب غزة المحروسة، ولم تجر بذلك عادة قبل ذلك، فلما أضيف إلى ملك الأمراء المشار إليه، عمرت البلاد، وحصلت الطمأنينة للرعية والمسافرين بأمن الطرقات، وردع المناحيس والمفسدين - ولله الحمد -.
* وفيها: حضر قصَّاد السلطان بايزيد بن عثمان، وقاضي مدينة برصا بطلب الصلح مع مولانا السلطان الملك الأشرف قايتباي، فأحسن إليهم، وأكرمهم، وعاد القصاد والقاضي المشار إليه، فدخلوا بيت المقدس في شهر رمضان، وركب للقائهم ناظرُ الحرمين، ومشايخ الإسلام، والقضاة، والخاص والعام، ودخلوا إلى القدس الشريف، وكان يومًا مشهودًا، وتوجهوا في الشهر المذكور قاصدين بلاد الروم.
وجهز السلطان الملك الأشرف قايتباي قاصده الأمير جان بلاط للسلطان بايزيد بن عثمان، لعود الجواب عن الصلح، وحصل للرعية الطمأنينة بوقوع الصلح بين هذين الملكين.