للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقبردي الدوادار الكبير إلى القدس الشريف متوجهًا لجهة الغور، وكان دخوله القدس في يوم الأحد، سابع عشر ذي الحجة، ونزل بخان الملك الظاهر بيبرس إلى يوم الثلاثاء تاسع عشر الشهر المذكور، ثم توجه إلى الغور.

ثم دخلت سنة ست وتسعين وثمان مئة: في أوائل شهر ربيع الآخر منها حضر قانصوه من مخيم الأمير الدوادار الكبير بمرسومه برمي الزيت المتحصل من جبل النابلس على أهل بيت المقدس، الخاص والعام من المسلمين، واليهود والنصارى، كل قنطار بخمسة عشر ديناراً ذهبا، فرسَّم على الناس، وضربهم، وانتهك حرمهم، وكانت حادثة فاحشة امتُحن الناس فيها محنة لم يُعهد مثلها في بيت المقدس، بل ولا في غيره من بلاد المسلمين، والسبب في ذلك: الضغينة التي في صدر دقماق النائب، لما حصل عنده من الكشف عليه في سنة خمس وتسعين وثمان مئة، واستمر الناس في الضرب والترسيم والمحنة وهتك الحرم شهر ربيع الآخر بكماله، وباع الناس أمتعتهم وثيابهم بأبخس الأثمان، وبيع كل مثقال من الذهب الطيب بدون الخمسين درهم، وبقي الناس يأخذون الزيت كل قنطار بخمسة عشر دينارًا ذهباً، ويبيعونه بمئتي درهم، وخمسين درهماً فضة، فكانت الخسارة أكثر من الثلثين، وكانت محنة شديدة فاحشة، فالحكم لله العلي الكبير.

ثم توجه دقماق وقانصوه المذكورَيْنِ بالمبلغ المقبوض ثمناً عن الزيت، وهو نحو عشرين ألف دينار إلى مخيم الأمير الدوادار بظاهر