للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم استسقوا في صبيحة يوم الأحد، خامس عشر ربيع الآخر بالصخرة الشريفة، ثم انصرفوا من الصلاة، ولم يُسْقَوا في يومهم، فجزع الناس لذلك، وتضرعوا إلى الله تعالى، فلما مضى النهار وأقبلت ليلة الاثنين، أغاث الله عباده بالمطر الغزير، فامتلأت الآبار، ورَوِيت الأرض، وأظهر الله تعالى إجابة دعاء عباده الضعفاء، فاطمأن الناس، وحمدوا الله تعالى، وأثنوا عليه، وله الحمد والمنة.

وفي يوم السبت ثاني شهر رجب الفرد: هُدمت القبة التي كانت أُحدثت بالقرب من دير صِهْيَون ظاهر القدس، وكان إحداثها في صفر، سنة أربع وتسعين وثمان مئة، فورد مرسوم شريف لشيخ الإسلام كمال الدين بن أبي شريف جواباً لمكاتبته الواردة على الأبواب الشريفة بمعنى ذلك، والمرسوم الشريف على يد الأمير أزبك الخاصكي، الذي حضر للكشف على الأمير دقماق ناظرِ الحرمين ونائب القدس بهدمها، فهدمت بحضور الشيخ كمال الدين المشار إليه، وحضور الخاصكي، والنائب، وشيخ الصلاحية، وقضاة الإسلام الأربعة، والخاص والعام، وكان يومًا مشهوداً، وبقي بعض آثارها، فورد مرسوم شريف ثانٍ للشيخ كمال الدين بإكمال هدمها، ومحو أثرها فمحيت، وكان ذلك في شهر رمضان من السنة الآتية، وهي سنة ست وتسعين وثمان مئة، بحضور ناظر الحرمين الأمير الأجل خضر بك، ومشايخ الإسلام والقضاة، وكان يومًا مشهودًا أعظمَ من اليوم الأول.

* وفيها: - أعني: سنة خمس وتسعين وثمان مئة -: حضر الأمير