للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التوعك إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى في يوم الخميس، سادس شهر رمضان، واستمر في كتابة السر الشريف ولده القاضي بدر الدين محمد ابن مُزْهِر، وأُلبس التشريف الشريف، ونزل من القلعة المنصورة، والناس في خدمته في يوم الخميس ثالث عشر رمضان المذكور، وسنذكر ذلك في ترجمة القاضي زين الدين بن مزهر في حرف الهمزة - إن شاء الله تعالى -.

ثم دخلت سنة أربع وتسعين وثمان مئة: فيها نزل الأمير أقبردي الدوادار الكبير بجهة نابلس، وتوجه الأغوار؛ بسبب القبض على بني إسماعيل مشايخ جبل نابلس، وعاد إلى القاهرة في جمادى الأولى، ووقعت حادثة أوجبت غضب السلطان من مماليكه، فخلع نفسه من الملك، وقصد الخروج من الديار المصرية، فجزع الناس لذلك، ثم استُعطف خاطره، واستُرضي، واجتمع الناس بالقلعة، وجلس أمير المؤمنين المتوكل على الله، وقضاة القضاة، وأصحاب الحل والعقد، وجُددت له البيعة بالسلطنة، وأُلبس الخلعة السوداء على العادة، وكان يوماً مشهوداً.

ثم دخلت سنة خمس وتسعون وثمان مئة: فيها توجه الأمير أزبك أمير كبير، وصحبته الأمراء والعساكر لقتال السلطان ابن عثمان، فوصلوا إلى بلاد الروم، وأخربوا غالب تلك البلاد، وأحرقوها، ثم عادوا في أواخر السنة، وهم منصورون مؤيدون.

* وفيها: احتبس المطر ببيت المقدس، فصام الناس ثلاثة أيام،