وفي سنة ثلاث وثمانين وثمان مئة: حصلت له محنة من السلطان بسبب حُكم حَكم به من أيام قاضي القضاة سعد الدين الديري، فضربه السلطان، وأمر بنفيه إلى حلب، فخرج من القاهرة إلى أن وصل إلى الخانقاه، فوقعت فيه شفاعة، فأعيد إلى القاهرة، وعزَلهُ السلطان من نيابة الحكم عزلاً مؤبداً، وصار فقيراً حقيراً، واجتمعتُ به بعد ذلك، وتكلمتُ معه، ولُمته على ما صدر منه في أمر الكنيسة المذكورة، فأشهدني عليه أن الإذن الصادر منهُ في إعادتها قصد به الفتوى، ولم يقصد به الحكم الشرعي الرافع للخلاف، والله متولي السرائر.
ثم في أواخر السنة: طُلب قاضي القضاة قطب الدين الخيضري من الشام إلى القاهرة، ورسم له بالإقامة فيها.
ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وثمان مئة: فيها تزوج القاضي قطب الدين الخيضري الشافعي بابنة أمير المؤمنين المستنجد بالله أبي المظفر يوسف بأمر السلطان.
* وفيها: حصل الوباء في المملكة كلها، وكان ابتداؤه من شهر رجب، وكثر بالقاهرة من شوال إلى آخر السنة.
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وثمان مئة: فيها قبض على القاضي برهان الدين بن ثابت النابلسي وكيلِ السلطان، وصودر، وعوقب إلى أن مات، وكذلك ولده بالشام عوقب إلى أن مات، كل ذلك في مدة يسيرة نحو الشهر.
* وفيها: وُسِّعت شوارع القاهرة، وهُدم جميع ما فيها من الأماكن