للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في حال الرعية، وحكم بالعدل، وسمع الشكوى على النائب بالقدس الشريف المسمى جارقطلي.

ثم توجه إلى الرملة، وعاد إلى القاهرة، ودخل إليها في يوم الخميس، الثاني والعشرين من شعبان

* وفيها: أُعيدت كنيسة اليهود بالقدس، وحضر من القاهرة القاضي شهاب الدين الحزمي الشافعي المشهور بابن حيلات، والقاضي علاء الدين الميموني الحنفي، وأذن الحنفي في إعادتها بآلاتها القديمة، فأعيدت، وكان القاضي شهاب الدين الحزمي حصل له توعك بالقدس، فرجع إلى القاهرة، ولم يتكلم في أمرها، واستغفر الله تعالى مما وقع منه من السفر في هذه الحادثة.

وحُكي لي بالقاهرة أن السبب في رجوعه من القدس بسرعة، وعدم تكلمه في أمر الكنيسة: أنه لما حصل لهُ التوعك بالقدس، كان بخلوة بالمدرسة الجوهرية، وإذا باليهود قد حضروا بالمدرسة، وجلسوا على باب الخلوة التي هو بها، وتكلموا في أمر الكنيسة، فقال بعضهم لبعض: هذا عيدٌ مبارك بإعادة هذه الكنيسة، فما نسمي هذا العيد؟ فقالوا: نسميه: عيد النصر، فلما سمع القاضي ذلك، اقشعر جسدُهُ من ذلك، وانزعج، وبادر بالخروج من القدس، وتوجه إلى القاهرة، واستغفر الله مما وقع منه.

وأمّا الحنفي، فأقام بالقدس إلى أن كملت عمارتها، ثم عاد إلى القاهرة، وقد أسكن الله تعالى مقته في قلوب العباد.