ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أسلم، وكان من السابقين في الإسلام، وآخى الرسول بينه وبين الحارث بن الصمة، ولما هاجر إلى المدينة تبعه نفر من المشركين، فنثل كنانته وقال لهم: يا معشر قريش، تعلمون أنى أرماكم، والله لا تصلون إلى حتى أرميكم بكل سهم معى، ثم أضربكم بسيفى ما بقى في يدي منه شيء، فإن كنتم تريدون مالى دللتكم عليه، قالوا: فدلنا عليه ونخلى عنك، فتعاهدوا على ذلك فدلهم عليه، ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ربح البيع أبا يحيى" فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} وشهد صهيب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وروى عنه ابن عمر وغيره، وكان عمر بن الخطاب محبا لصهيب حسن الظن فيه، اهـ: أسد الغاية بتصرف. (١) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -) ج ٣ ص ١٤ طبع المكتب الإسلامي، بلفظ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق عن الأعمش، عن سعد الطائى، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان". والحديث في مجمع الزوائد كتاب (الأشربة) باب: في مدمن الخمر، ج ٥ ص ٧٤ بلفظ: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان". قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار، وفيه عطية بن سعد وهو ضعيف، وقد وثق.