للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٠٦/ ١٤٠ - "عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جَلَسَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ [الجُمَحِىُّ] مَعَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ [فِى الحِجْرِ] بَعْدَ مُصَابِ أَهْلِ بَدْر بِيَسِيرٍ، وَكَانَ عُمَيْرٌ شَيْطَانًا مِنْ شَيَاطِين قُرَيْشٍ، وَكَانَ مِمَّنْ يُؤْذِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَصَحَابَهُ، وَيَلْقَونَ مِنْهُ عَنَاءً وَهُمْ بِمَكَّةَ، وَكَانَ ابْنُهُ [وَهْبُ] بْنُ عُمَيْرٍ فِى أُسَارَى بَدْرٍ، فَذَكَرَ أَصْحَابَ القَلِيب وَمُصَابَهُمْ، فَقَالَ صَفْوَانُ: وَاللَّهِ [إِنَّهُ لَيْسَ] فِى العَيْشِ خَيْر بَعْدَهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَيْر: صَدَقْتَ واللَّهِ أما واللَّه لَوْلَا دَيْنٌ عَلَىَّ لَيْسَ لَهُ عِنْدِى قَضَاءٌ وَعِيَالٌ أَخْشَى عَلَيْهِمُ الضَّيْعَةَ بَعْدِى لَرَكِبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى أَقْتُلَهُ فَإِنَّ لِى قِبَلَهُ عَلَّةً (* *)، ابْنِى أَسِيرٌ فِى أَيْدِيهِمْ، فَاغْتَنَمَهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمِيَّةَ فَقَالَ: فَعَلَىَّ دَيْنُكَ، أَنَا أَقْضِيهِ عَنْكَ، وَعِيَالُكَ مَعَ عِيَالِى أسوتهم مَا بَقُوا لا يَسَعُهُمْ شَئٌ وَيَعْجز عَنْهُمْ، فَقَالَ عُمَيْر: فَاكْتُمْ عَلَىَّ شَأنِى وَشَأنَكَ، قَالَ: أَفْعَلُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَيْرًا أَمَرَ بِسَيْفِهِ فَشُحِذَ (* * *) لَهُ وسُمَّ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ، فَبَيْنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فِى نَفَرٍ مِنَ المُسْلِمِينَ فِى المَسْجِدِ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ يوم بَدْرٍ وَيَذْكُرُونَ مَا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- بِهِ، وَمَا أَرَاهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ إِذْ نَظَرَ عُمَرُ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ حِينَ أَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ مُتَوَشِّحًا السَّيْفَ فَقَالَ: هَذَا الكَلبُ عَدُوُّ اللَّهِ قَدْ جَاءَ مُتَوَشِّحًا سَيْفَهُ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ، [قَالَ] فَأَدْخِلهُ عَلَىَّ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى أَخَذَ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ فِى عُنُقِهِ [فَلَبَّبَهُ] (* * * *) بِهَا وَقَالَ: لِرجَالٍ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الأَنْصَارِ: ادْخُلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-


(*) الضيعة: أى أنها تضيع وتتلف جـ ٣ ص ١٠٨.
(* *) عِلَّة: يقال هم بنو علات أى إذا كاد أبوهم واحدًا وأمهاتهم شتى المصباح المنير جـ ٢ ص ٥٨٣.
(* * *) فشحذ: شحذت الحديدة أى أحددتها المصباح المنير جـ ١ ص ٤١٦.
(* * * *) فَلبَّبهُ: أى إذا جعلت في عقنة ثوبًا أو غريه وجررته به النهاية جـ ٤ ص ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>