١٦ أغلب انحرافات الفرق ومخالفاتهم المتعلقة بالآثار المرئية، تعود إلى تفريطهم بالآثار النبوية الحديثية المروية، الذي هو أحد الأسباب الأساسية الناتجة عن انحرافهم، ومن المعلوم أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن.
١٧ الأمة اليوم ليست بحاجة إلى إحياء آثار ترابية، وإقامة متاحف مرئية، وإنما هي بأمسِّ الحاجة إلى إحياء الآثار النبوية الحديثية المروية الصحيحة، التي بها صلاح الأمة وسعادتها الحقيقية.
١٨ من مخاطر الاهتمام بعلم الآثار والتنقيب عنها، وإحيائها في بلاد المسلمين: الغزو الفكري: من خلال إحياء الانتمائية الوثنية والجاهلية وتعظيمها، والغزو العسكري: من خلال إرسال الحملات والبعثات الآثارية؛ لطمس الهوية الإسلامية، والتوهين الاقتصادي العام: من خلال رصد الأموال لحفظ هذه الآثار، وإنشاء المعاهد والمؤسسات التي تُصرف لها الميزانيات الضخمة؛ فيكثر التوجه له، وفي المقابل تُغفل الميزانيات الأخرى الأكثر أهمية، وهو نوع من توهين الاقتصاد العام للدول الإسلامية، وإشغال أبنائها بما لا يفيد بل يضر.
حيث إن الدول التي اعتمدت أو جعلت المعالم الأثرية أحد مصادر الدخل الاقتصادي لها لم تحقق الرخاء بل جعلها أكثر ضعفًا؛ لتعلقها بما يسهل الإضرار به، بخلاف الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والدفاع وغيرها من مشاريع التنمية التي تعدّ من أقوى مصادر الدخل وأنفعها، وكذلك الاهتمام بها يرمز إلى التقدّم.
١٩ أبرز أسباب المخالفات العقدية المترتبة على إحياء الآثار: الجهل، واتباع الهوى، والاعتماد على الآراء، وانتشار الآثار المروية الموضوعة والحكايات والقصص المختلقة، وتبنِّي دعاة الضلالة كثيرًا منها، والغلو في الصالحين، وفي العقل، والتعصب للآراء والأشخاص، والتشبه بالكفار وتقليدهم، والتقاعس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تفشت البدع والخرافات.