٢٠ الجهل أصل كل المخالفات وأساسها، وهو السبب الرئيس، وغيره من الأسباب فرع عنه، فلا مجال لمقاومة أي مخالفة وانحراف إلا بالعلم والعلماء، فإذا فُقد العلم والعلماء، أُتيحت الفرصة للبدع والشركيات بالظهور ولأهل الضلال بالانتشار.
٢١ أهم وسائل مقاومة الانحرافات العقدية: نشر العلم، والدعوة إلى المنهج الحق، وإزالة وسائل الغلو، وذرائع الشرك ومظاهره.
٢٢ أبرز المفاسد المترتبة على إحياء الآثار: عودة المظاهر الشركية، وزعزعة الولاء والبراء لدى المسلمين، وإساءة سمعة الدين الإسلامي، وتفشي القومية والعنصرية، ووقوع الكذب بكل أشكاله، وتسلط أعداء المسلمين على بلادهم.
وأخيرًا أوّد أن أنبّه إلى أن الباحث مهما ظن أنه أتقن وأجاد، إلا أنه سيلحظ فيما بعد ما غاب عنه، ويتبين له قصوره فيما قدّمه، فالعمل البشري من الطبيعي أن يسبقه الجهل وقلة علم، ويتخلله العيب والنقصان، ويعتريه فيما بعد النسيان.
وأقول ما قاله الحريري في منظومة ملحة الإعراب (ص ٦٣):
وإنْ تجدْ عيبًا فسدَّ الخللا
فجلَّ مَنْ لا عيبَ فيه وعلا
وكما قال أحد الفضلاء: إني رأيتُ أنه لا يكتب أحدٌ كتابًا في يومهِ إلا قال في غَدِهِ: لوُ غُيّرَ هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يُستحَسن ولو قُدِّم هذا لكان أفضل ولو تُرِك هذا لكان أجمل، وهذا أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.
والله أسأل أن ينفع بهذه الرسالة التي قدمتها للمسلمين دفاعًا عن العقيدة، وتوحيد رب العالمين، قد توخيت فيها الحق وتحريت الصدق والإنصاف، وأردت فيها الخير لي ولعامة المسلمين وخاصتهم، فإن أصبت فذلك قد قصدت، وإلا فالخير توخيت والحق أردت.