للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ لم يأتِ شرع نبي من الأنبياء على اتخاذ القبور مساجد، فليس هذا من شرع الله، لا في أمة محمد ولا في الأمم السابقة؛ وإنما هذا من أعمال المشركين قديمًا وحديثًا (١).

ولو سُلّم لهم على سبيل فرض المُحال أن اتخاذ المساجد على القبور شريعة من قبلنا، فهذا مردود من وجهين (٢):

أ شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا؛ لأدلة كثيرة، وهذا ما قرره أهل الأصول.

ب ولو افترضنا أن شريعة من قبلنا شريعة لنا فإن هذا مشروط بأن لا يخالف الفعل شرعنا، ولم يرد النهي عنه، ولا يُحتج به إلا إذا أقرّه شرعنا، وهذا الشرط معدوم؛ فإذا تبين هذا عُلم أنه لا يلزمنا الأخذ بما استدلوا به من باطل.

٣ إن الذين غلبوا على أمرهم، والقائلين باتخاذ المساجد على القبور، ليسوا مسلمين كما جاء في كتب التفسير (٣)، والصحيح بأنهم مشركون كافرون فاجرون؛ لأن فعلهم لا يدل على أنهم مسلمون (٤).

ولو افترضنا أنهم من المسلمين، فلا نسلم أن فعلهم يوافق أهل السُّنَّة؛ بل إن ذلك من فعل المبتدعة الخرافية من المسلمين على أقل تقدير (٥).

٤ لعن النبي لليهود والنصارى؛ لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، كما جاء في الحديث (٦)، ويؤيده أن الذين غلبوا على أمرهم كانوا


(١) يُنظر: مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور، لعبد العزيز الراجحي (١٣١)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (١٦٥١).
(٢) يُنظر: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، للألباني (٦٥ - ٦٦).
(٣) يُنظر: جامع البيان، لابن جرير الطبري (١٥/ ٢١٥ - ٢١٧)، تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٥/ ١٤٧)، معالم التنزيل، للبغوي (٣/ ١٨٥).
(٤) يُنظر: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية، لشمس الدين الأفغاني (١٦٥٠ - ١٦٥١)، بدع القبور (١٨٨)، جامع البيان، لابن جرير الطبري (١٥/ ٢١٧).
(٥) يُنظر: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (١٦٥١)، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، لمحمد لوح (٢/ ٧٠).
(٦) للاطلاع على الحديث راجع لطفًا (٣٠٣).

<<  <   >  >>