للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* الشبهة الثالثة: تشبيه هذا المشروع بأمرين (١):

١ جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر ثم في عهد عثمان .

٢ وضع الخطوط التي تساعد على تسوية الصفوف في بعض المساجد.

تفنيد هذه الشبهة:

١ أن القرآن الكريم جُمع في عهد الرسول حيث أمر بكتابته، ولم يمت إلا وقد كُتب القرآن كله، لكنه كتب على أشياء متفرقة عند الصحابة .

والذي عمله أبو بكر هو جمع هذه المكتوبات في مكان واحد؛ خشية أن يضيع منها شيء ويتفرق.

ثم بعد ذلك لما كثرت المصاحف في أيدي الصحابة ، جمعهم عثمان وعنهم على مصحف واحد تلافيًا للخلاف.

فاتضح أن جمع القرآن ليس عملاً محدثًا وإنما تم في عهد الرسول (٢).

٢ وأما قياس المتحف بالخطوط التي تساعد على تسوية الصفوف في بعض المساجد فقياس باطل؛ لوجود الفارق، فقد كان الرسول يأمر بتسوية الصفوف، وتعديلها، وبها يتحقق مقصد الشارع، ولا يؤول وضع الخطوط على أرض المسجد إلى مفسدة لا يقرها الشرع. والله أعلم.

* الشبهة الرابعة: إنكار أن يكون هذا العمل وسيلة إلى الشرك، بحجة أن الآثار التي سيضعونها في المتحف سيُبَيّنون لرواد المتحف أنها ليست هي عين الآثار النبوية الشريفة، وإنما هي أدوات حديثة الصنع، فيبعد أن يتبرك بها أحد (٣).


(١) مقال لحاتم العوني نُشر له في جريدة عكاظ، عدد الجمعة ١٢/ ١٠/ ١٤٣٣ هـ.
(٢) التعقيب على المشروع مرة أخرى، مقال مقتبس من كتاب البيان لما أخطأ فيه بعض الكتّاب، لصالح الفوزان (٥/ ١٠٦).
(٣) مقال لحاتم العوني نُشر له في جريدة عكاظ، عدد الجمعة ١٢/ ١٠/ ١٤٣٣ هـ.

<<  <   >  >>