٣ السعي بشتى الطرق والوسائل للتنقيب في الأراضي الإسلامية؛ لصناعة تاريخ جديد للمنطقة بإبادة سكانها الأصليين، ونسبة اللغة والفنون والعقائد المكتشفة إلى التوراة المحرّفة، بحيث يصنعون تاريخًا ذا خلفية مكانية وزمانية مختلفة، بأسلوب غريب على البحث العلمي.
الذي هو عبارة عن مزج بين المعطيات الأثرية التي لا صلة بينها وبين الآثار، ولا علاقة حقيقية في الاستنتاجات المنطقية تجمعها، حيث إنها تخرجها إلى دائرة التصورات الموروثة بكل أخطائها؛ للوصول إلى فرضيات مسبقة، مستندة في مصادرها على روايات توراتية.
ومما يؤيد ذلك ما طرحه أحد المستشرقين الألمان في مقدمة كتابه بابل والكتاب المقدس متسائلاً:
ما الداعي لبذل كل هذا الجهد في تلك البلاد البعيدة والخطرة والوعرة؟
لماذا هذا التنقيب المكلف في التلال المتراكمة منذ آلاف السنين إلى عمق المياه الجوفية حيث لا ذهب ولا فضة؟
لماذا التنافس بين أمم على حجز حق التنقيب في البلاد المقفرة؟
ما الذي يدفع بالناس على كِلَا شاطئي المحيط إلى هذا الاهتمام المتزايد والاستعداد للتضحية في سبيل الحفريات في مناطق مملكة بابل وبلاد آشور؟.
فأجاب باختصار:
إن جوابًا واحدًا يشير ولو بشكل غير كاف إلى السبب والغرض .. إنه الكتاب المقدس (١).