للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أكد على ذلك أحد المنقبين الإيرلنديين في كتابه قرن من التنقيب في فلسطين الذي نقد فيه علم الآثار التوراتي، قائلاً: ثمة نزعة غير علمية تسود مبحث التنقيب هنا، فالباحثون ينطلقون من فرضيات مسبقة، ويحاولون التفتيش عما يدعمها في المواقع الأثرية، ويهملون في سعيهم كل الآثار المكتشفة التي لا تدعم فرضياتهم، أو يختلقون قراءات للآثار المكتشفة تعزز ما في أذهانهم (١) ثم بدأ بضرب كثير من الأمثلة العلمية المختلقة.

٢ طمس الهوية الإسلامية التي تعود إلى مئات السنين، وذلك بمحاولة إعادة تركيب الأراضي الإسلامية، والمجتمعات العربية الشرقية بالعموم، تاريخيًّا وجغرافيًّا؛ لقطع المسلم المعاصر عن العمق التاريخي الإسلامي، للاستيلاء على الأرض بحجة عدم صلة آثارها بالمسلمين، كما هو الحاصل في فلسطين.

ولو حاول أحد خبراء الآثار إبراز اكتشافات أثرية متعلقة بالمسلمين، أو أظهر ألواحًا كُتبت بالعربية، فإن مصيره الموت!

وما يؤكد ذلك ما حصل لعالم الآثار الأمريكي، الذي كان رئيس قسم الآثار في جامعة بير زيت، ومؤسس معهد الآثار الفلسطيني الأول من نوعه في الوطن العربي.

حينما كان يستعد لنشر نتائج أبحاثه القائمة على التنقيب الميداني في المواقع الفلسطينية، ولم يوافق خطاب الاستشراق التوراتي في نتائج المكتشفات الأثرية!

وقد اختفى قبل أن ينشر أبحاثه، وبعد البحث والتحقيق وجدوا أنه اغتيل ورمي في البحر (٢).


(١) يُنظر: Edward Fox، op.cit.p ٩٢، نقلاً من مستشرقون في علم الآثار (٥٥).
(٢) يُنظر: مستشرقون في علم الآثار، لمحمد الأسعد (٥٣ - ٥٥)، ولمعرفة الحدث كامل راجع لطفًا:
Palestine twilight: the murder of D.Albert Glock and the Archaeology of the Holy Land، Harper Collins Publishers، Edward Fox، London، ٢٠٠١، pp. (٣٧).

<<  <   >  >>