للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيظهر مما سبق خبث الطوية التي خلف نشأة علم الآثار والتنقيب عنها، وأنها ذريعة للقضاء على الإسلام والحد من انتشاره، ومحاولة للغزو الفكري والعسكري، والاقتصادي: وبيان ذلك فيما يلي: (١)

أ الغزو الفكري؛ وذلك من خلال إحياء القومية والوثنية وتعظيمها والتي هي السبب الأول والرئيس في شرك السالفين من الأقوام كما جاء في الكتاب والسُّنَّة الصحيحة من قصص آثار الأمم الهالكة، من قوم نوح وحتى مشركي العرب.

وكذلك ما جاء في التاريخ من ذكر الآثار التي خلفتها الدول المعادية للإسلام كالآثار الفرعونية والفينيقية في العصور المتقدمة، وفي العصور المتأخرة آثار الدولة العبيدية الرافضية في مصر والصفوية في بلاد فارس، وغيرهم.

ب الغزو العسكري: وذلك من خلال إرسال الحملات والبعثات الآثارية؛ لطمس الهوية الإسلامية، ومحاولة إعادة تركيب الأراضي الإسلامية تاريخيًّا وجغرافيًّا؛ وقطع المسلم المعاصر عن العمق التاريخي الإسلامي المتعلق بأرضه، والاستيلاء على وطنه بحجة عدم صلة آثارها بالمسلمين، كما فعل نابليون في مصر، وكذلك اليهود في فلسطين.

ج التوهين الاقتصادي العام: وذلك من خلال رصد الأموال لحفظ هذه الآثار وإنشاء المعاهد والمؤسسات التي تُصرف لها الميزانيات الضخمة؛ فيكثر التوجه لها، وفي المقابل تُغفل الميزانيات الأخرى الأكثر أهمية، فينصرف النظر عن التعليم والصحة والزراعة والدفاع، وهو نوع من توهين الاقتصاد العام للدول الإسلامية، وإشغال أبنائها بما لا يفيد بل يضر.

وأن الدول التي اعتمدت على الآثار كأحد مصادر الدخل الاقتصادي لها، لم تحقق الرخاء بل جعلها أكثر ضعفًا؛ لتعلقها بما يسهل الإضرار به، بخلاف مصادر الدخل الأخرى كالصناعة والزراعة وغيرها.


(١) يُنظر: أعداء الإسلام وعلم الآثار، لمصطفى مهدي (مقال إلكتروني في شبكة الألوكة الشرعية).

<<  <   >  >>