للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يؤكد ذلك ما جاء في مذكرات السلطان العثماني والتي ذكر فيها واحدة من تلك الوقائع تحت عنوان التجسس لاكتشاف البترول عن طريق الأبحاث الأثرية (١).

وإن كانت هناك وسائل وأهداف كثيرة تظهرُ حينًا وتختفي حينًا آخر، لكن لعل ما أوردت أظهرها، وهي أبرز السهام القاتلة التي أُطلقت تجاه السُّنَّة لإضعاف العالم الإسلامي، بتوجيه من المستشرقين وأعداء الدين؛ للقضاء على الإسلام والمسلمين باسم إحياء الآثار والحفاظ على الحضارات التي سادت ثم بادت وبسعي من المستشرقين عادت!

وبالرغم من اختلاف أصول المستشرقين وتباينهم إلا أن موقفهم مشترك تجاه الآثار الوثنية والجاهلية؛ بل متفق في استخدام وسائل إحياء الآثار، وكذلك سعيهم في تنفيذ الأهداف والدوافع.

إلا أن المستشرقين اليهود تجاوزوا الحد وبالغوا في ذلك؛ وتجلّى ذلك من خلال موقفهم الخبيث الذي قام به المحتلون لأراضي المسلمين من خطوات دالة على سوء طويتهم المتسترة تحت مسمى إحياء الآثار؛ ويتضح ذلك بما يلي (٢):

١ التنقيب عن المخلفات القديمة واستخراجها من باطن الأرض، وتفسيرها بناءً على فرضيات مسبقة ذات تلازم بين البُعد اللاهوتي، والبُعد الاستعماري، فليس المقصود التعرّف على الأثر وهويته بعد اكتشافه؛ بل تنزيل النص التوراتي المحرّف على الأثر؛ لرفعه كمستند يربط بين الجوهر وأراضي المنطقة والكيان الاستعماري.


(١) ترجم المؤرخ محمد حرب ما جاء في المذكرة من أحداث حصلت بين السلطان العثماني عبد الحميد وفريق من خبراء الآثار المستشرقين الإنجليز، حيث بدأت بالتنقيب عن الآثار خدمة للتاريخ والحضارات دون مقابل، وانتهت بحفر آبار البترول!! لمعرفة تفاصيل القصة. يُنظر: دور أهل الذمة (٣٥٦ - ٣٥٩).
(٢) يُنظر: مستشرقون في علم الآثار، لمحمد الأسعد (٩، ١١ - ١٢، ٢٥ - ٢٨، ٣٤ - ٣٧)، التوراة في مواجهة علم الآثار والدراسات التوراتية، للطفي السومى (٢٥٩ - ٣٠٦).

<<  <   >  >>