للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب الدوافع والأهداف في إحياء الآثار الوثنية والجاهلية:

اتخاذ التنقيب عن الآثار الوثنية ذريعة للدخول إلى أراضي المسلمين، مما يمثل خطورة على المجتمع الإسلامي من أوجه متعددة، وتحقيقًا لأهداف الأعداء، وهذه الأهداف تتمثل فيما يلي: (١)

١ إحياء القوميات المندثرة؛ لتفكيك وحدة المسلمين، وذلك من خلال إقناع كل دولة مسلمة بأن لها كيانًا قائمًا بذاته منذ أقدم العصور، والعمل على جعل مناط الولاء والبراء هو الانتماء إلى التاريخ القديم الذي يُلحق به الاكتشاف الأثري الوثني والجاهلي؛ فعملوا جاهدين على تفرقة وحدة المسلمين وتقطيع أواصر العلاقات المبنية على الوحدة الدينية العقدية الإسلامية، والخلفية التاريخية، إلى التعددية الحضارية التابعة للبقاع المختلفة والثقافات التي كانت تنتمي إليها الدول الإسلامية قبل الفتوحات كالفرعونية والأشورية والبابلية والفارسية.

وذلك يعدّ أكبر رافد ومغذٍّ للقوميات الوطنية في بلاد المسلمين وأكبر معول هدم لتمزيق وتفتيت القوى، وإضعاف الوحدة، وتفريق الأخوة ما يجعلهم فريسة سهلة للعدوان والغزو الثقافي والعسكري؛ وسبب ذلك كله أن ولاء المسلم وانتماءه اتجه للوجهة الخاطئة والمنحرفة عن مقاصد الدين الإسلامي وأصوله.

كما قال المستشرق كويلر ينج: إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض؛ لنستخرج حضارات ما قبل الإسلام، ولسنا نطمع بطبيعة الحال أن يرتد المسلم إلى ما قبل الإسلام، ولكن يكفينا تذبذبه بين الإسلام وبين تلك الحضارات (٢).

٢ إحياء الوثنيات القديمة؛ حتى يسهل صرف الأمة الإسلامية عن دينها، وذلك من خلال تسليط الضوء على التقدّم العلمي الذي أحرزته الأمم الكافرة والغابرة.


(١) يُنظر: دور أهل الذمة (٣٤٠ - ٢٤٥، ٣٥٣)، الاتجاهات الوطنية (١٣١ - ١٤٠)، تعظيم الآثار والمشاهد (٢٤٤ - ٢٥٢).
(٢) الشرق الأدنى ومجتمعه وثقافته، لكويلر ينج، نقلاً من واقعنا المعاصر (١٨٨) ..

<<  <   >  >>