للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ الاستغاثة بالأموات ودعاؤهم؛ لتفريج الكربات، وغفران الزلات، والنصر على الأعداء، ودفع المصائب (١).

وتجاوز الحال بهم إلى أن اتخذوها أوثانًا تعبد من دون الله .

ومن المعلوم أن كل ما يُعبد من دون الله يسمى وثنًا، ويُعدّ من الشرك الأكبر (٢).

كما حكى الإمام ابن القيم حالهم قائلاً: ومن أعظم مكايده [الشيطان] التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يُرد الله فتنته: ما أوحاه قديمًا وحديثًا إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور، حتى آل الأمر فيها إلى أن عبد أربابُها من دون الله، وعُبِدتْ قبورهم، واتُّخِذت أوثانًا، وبُنيت عليها الهياكل، وصُوّرت صورُ أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجسادًا لها ظلٌّ، ثم جُعلت أصنامًا، وعُبدت مع الله (٣).

فأشهر الفرق التي غلت في جانب آثار القبور وعظمتها وأظهرت التقديس والتأليه عندها بالبناء، عليها، والصلاة عندها والطواف والذبح وغيرها، هم الرافضة بطوائفها والصوفية بطرقها، والقبورية تشملهم كلهم.

حيث إن حديثهم عن الموتى أكثر من حديثهم عن الأحياء، وتعاملهم مع أصحاب القبور أكثر من تعاملهم مع الأحياء في ميادين الحياة، ووجوه العمل؛ لعكوفهم على القبور، واتخاذهم الأضرحة والقباب مأوى لهم يحركون شفاههم، ويرقصون مسابحهم، ويمدون أيديهم للتبرك بالمقبور، وغيرها من الأعمال (٤).


(١) يُنظر: شفاء الصدور في زيارة المشاهد والقبور، لمرعي الكرمي (١١٠).
(٢) يُنظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البر (٥/ ٤٥).
(٣) إغاثة اللهفان، لابن القيم (١/ ٣٣٠).
(٤) يُنظر: التصوف والمتصوفة في مواجهة الإسلام، لعبد الكريم الخطيب (٢٥٠).

<<  <   >  >>