للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال : ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ *لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ *﴾ [الحاقة]، وقال : ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ *﴾ [القمر]، فالضمير في قوله تعالى: ﴿تَرَكْنَاهَا﴾ يعود إلى السفينة وجنسها (١).

فجنس السفينة وصنعها أبقاه الله ؛ ليدل ذلك على رحمته بخلقه وعنايته، وكمال قدرته، وبديع صنعته (٢).

فجعل الله جنس السفينة آية للعالمين، يعتبرون بها رحمة من ربهم، الذي قيض لهم أسبابها، ويسر لهم أمرها، وجعلها تحملهم وتحمل متاعهم من محل إلى محل ومن قُطرٍ إلى قُطر (٣).

فهذا دليل من القرآن دلل بعض المفسرين به على بقاء السفينة؛ عبرة وآية للاتعاظ وأن أثرها كان موجودًا وأدركه الأوائل والسابقون، وجنسها ما زال موجودًا حتى الآن.

وما زال خبراء الآثار ينقبون عن آثار السفينة في أماكن مختلفة بشتى الطرق، وتنوّع الوسائل وضروب من التقنيات العالية والدقيقة؛ للعثور عليها.

وادّعّى بعض الباحثين والمنقبين عن الآثار، من أهل الكتاب (٤) على أنهم اكتشفوا بقايا سفينة قديمة فوق جبل «أرارات»، وقالوا بأنها سفينة


(١) يُنظر: تيسير الكريم الرحمن (٨٢٥).
(٢) يُنظر: المرجع السابق.
(٣) المرجع السابق (٦٢٨) بتصرف.
(٤) يُنظر: بحث أستاذ الفلسفة في جامعة تارتو فريدريك بارووت في عام ١٨٢٩ م: Reise zu ARMENIAN Friedrich Parrot ARARAT/http://www.ebay.com/itm/ARARAT-Journ…/360212338112.
وتلاه على نفس المنوال المؤرخ والأستاذ في جامعة أوكسفورد جيمس برايس في عام ١٨٧٦ م،.http://www.noahsarksearch.com/BryceJames/BryceJames.htm
وفي عام ١٩٨٢ م قام رائد الفضاء السابق جيمس أيرون بحملة جديدة إلى جبل أرارات للبحث عن سفينة نوح ،http://www.arlingtoncemetery.net/jbirwin.htm واستمروا على مدى سنوات محاولين إثبات وجود السفينة على جبال الأرارات، ولكن محاولتهم كلها بائت بالفشل. يُنظر:http://www.ebnmaryam.com/vb/t186631.html

<<  <   >  >>