للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحصول المعارك والغزوات الكبيرة، التي جعلها الله سببًا لنصرة الإسلام، وإعلاء كلمته.

ومن أعظمها وأجلّها هجرته من مكة للمدينة، والتي ابتدأ تدوين التاريخ الهجري من حينها.

وأقيمت بعد هجرة النبي دولة الإسلام في المدينة النبوية، وانتشرت الدعوة إلى الله وعمّت أرجاء الأرض.

وكذلك الفتوحات والغزوات التي حقق الله فيها النصر للمسلمين: كيوم بدر، ويوم الخندق، ويوم فتح مكة، ويوم حنين، وحطين، وعين جالوت، وغيرها من الوقائع الشريفة، والأحداث العظيمة التي تكللت بانتصارات باهرة للإسلام والمسلمين، وحُفظ تاريخ حدوث بعضها.

ومع ما في هذه الوقائع من أحداث عظيمة إلا أنها لم تخصص بمزيد فضل، ولا تميّز بشيء عن بقية الأيام.

وإنما يُتعظ بالسيرة النبوية، وينتفع بالدروس والعبر التي حدثت فيها، طوال أيام السنة ولياليها على الوجه الشرعي، ولا يخصص شيء لم يخصصه الشرع (١).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : الأعياد شريعة من الشرائع فيجب فيها الاتباع لا الابتداع وللنبي خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة مثل: يوم بدر وحنين والخندق وفتح مكة ووقت هجرته ودخول المدينة، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام أعيادًا وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى أعيادًا أو اليهود وإنما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع، وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه (٢).


(١) يُنظر: التبرك، لناصر الجديع (٣٧٩).
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ١٢٣).

<<  <   >  >>