للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء به من عند الله ﷿ وباتباع شريعته عقيدةً وقولاً، وعملاً، وخلقًا، وبترك الابتداع في الدين.

إذ إن إحياء ذكرى المولد النبوي لا أصل له لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية التاريخية، كما سيأتي التفصيل في تفنيد الشبهات المتعلقة بالمولد (١).

بدعية إحياء ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب:

مما لا شك ولا امتراء فيه أن حادثة الإسراء والمعراج حق، ومن آيات الله العظيمة، الدالة على صدق رسوله ، وعلى عظم منزلته عند الله ﷿، كما أنها من الدلائل الباهرة على قدرة الله ، وعلى علوه على جميع خلقه (٢).

ومع ما حصل في هذه الليلة من الآيات العظيمة، والمعجزات الباهرة، لم يثبت أصل في إحياء هذه الليلة من ناحيتين:

١ الناحية الشرعية: لم يأتِ دليل صحيح يخصص هذه الليلة بشيء، ولا يميّزها بالعبادة أو الاحتفال، ولم يكن معروفًا عند الصحابة والتابعين إحياء ليلة الإسراء والمعراج، بدليل أنهم لم يحفظوا تاريخ حصولها.

٢ الناحية التاريخية: لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيين الشهر الذي حصلت فيه الحادثة، فضلاً عن اليوم، وكل ما ورد في تعيينها غير ثابت عن النبي ، ولله الحكمة البالغة في نسيان الناس لها (٣).

وجاء عن كثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين: أن تعيين ليلة الإسراء في رجب عين الكذب (٤)؛ وذلك للاختلاف الحاصل في تحديد السنة والشهر،


(١) للوصول إلى موضع الشبهات المتعلقة بالمولد انتقل لطفًا (٤٠٥).
(٢) يُنظر: التحذير من البدع، لابن باز (١٧).
(٣) يُنظر: المرجع السابق (١٨ - ١٩).
(٤) يُنظر: الابتهاج في أحاديث المعراج (٧ - ٨)، أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب (٥٣ - ٥٤)، كلاهما لأبي الخطاب ابن دحية، الباعث على إنكار البدع والحوادث، لأبي شامة (٧٤)، البداية والنهاية، لابن كثير (٣/ ١١٨ - ١١٩)، زاد المعاد، لابن القيم [ط: ٢٧] (١/ ٥٩).

<<  <   >  >>