للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام ابن قيم الجوزية عن فضل يوم الجمعة: إنه اليوم الذي يُستحب أن يتفرغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة.

فالله سبحانه جعل لأهل كل ملة يومًا يتفرغون فيه للعبادة، ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا، فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.

ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم، سلمت له سائر جمعته، ومن صح له رمضان وسلم، سلمت له سائر سنته، ومن صحت له حجته وسلمت له صح له سائر عمره، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضان ميزان العام، والحج ميزان العمر، وبالله التوفيق (١).

فحريّ بالمسلم اغتنام هذا اليوم بالذكر والدعاء والصلاة على النبي … ، ولا يجعله موضع النزهة واللعب والتفريط (٢).

القسم الثاني: آثار المواسم الزمانية التي ليس لها أصل شرعي، وهذا القسم ينقسم من حيث تعلقه بالوقائع إلى نوعين:

١ آثار المواسم الزمانية المتعلقة بوقائع إسلامية.

٢ آثار المواسم الزمانية غير المتعلقة بوقائع إسلامية.

النوع الأول: آثار المواسم الزمانية المتعلقة بوقائع إسلامية:

بدعية إحياء ذكرى المولد النبوي (٣):

من جملة ما أُحدث في الدين الاجتماع في اليوم الثاني عشر من ربيع


(١) زاد المعاد، لابن القيم [ط: ٢٧] (١/ ٣٨٦).
(٢) تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لعطية سالم (٨/ ١٦٤).
(٣) يُنظر: المورد في عمل المولد، لأبي حفص تاج الدين الفاكهاني (٥ - ١٤)، إنكار الاحتفال بالمولد النبوي، لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ (١٥ - ٥٤)، الرد القوي على الرفاعي والمجهول وعلوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي، لحمود التويجري (٦٥ - ٧٢)، الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع، لمحمد بن شقير (٩١٩)، التحذير من البدع، لابن باز (١١).

<<  <   >  >>