فَلَيْسَ بِشَيْء قد سبق إِلَيْهِ. وَإِنَّمَا زَاد المفتل للقافية وَهَذَا مُفِيد.
وَمَعَ ذَلِك فلست أعلم الْعَامَّة تذكر هَذِه الزِّيَادَة. وَفِيه شَيْء آخر: وَهُوَ أَن تبجحه بِمَا أطْعم الأحباب مَذْمُوم وَإِن سوغ التبجح بِمَا أطْعم الأضياف إِلَّا أَن يُورد الْكَلَام مورد المجون على طرائق أبي نواس فِي المزاح والمداعبة.)
وَقَوله: وَيَوْم دخلت الخ هُوَ مَعْطُوف على يَوْم عقرت. والخدر بِالْكَسْرِ: الهودج هُنَا. وخدر عنيزة بدل مِنْهُ. وعنيزة بِالتَّصْغِيرِ: لقب ابْنة عَمه فَاطِمَة. وَفِيه ردّ على من زعم أَنه لم يسمع تلقيب الْإِنَاث. وَأنْشد ابْن هِشَام هَذَا الْبَيْت فِي بحث النُّون من الْمُغنِي على ان التَّنْوِين اللَّاحِق لعنيزة تَنْوِين الضَّرُورَة وَهُوَ التَّنْوِين اللَّاحِق لما لَا ينْصَرف.
وَقَوله: مرجلي: اسْم فَاعل من أرجلته إِذا صيّرته رَاجِلا وَرجل الرجل يرجل من بَاب علم: إِذا صَار رَاجِلا. وَقَوله: لَك الويلات فِيهِ قَولَانِ:
أَحدهمَا: ان يكون دُعَاء مِنْهَا عَلَيْهِ إِذْ كَانَت تخَاف عَلَيْهِ أَن يعقر بَعِيرهَا. وَالثَّانِي: أَن يكون دُعَاء مِنْهَا لَهُ على الْحَقِيقَة كَمَا تَقول الْعَرَب للرجل إِذا رمى فأجاد: قَاتله الله مَا أرماه وَحَقِيقَة مثل هَذَا أَنه يجْرِي مجْرى الْمَدْح وَالثنَاء.
وَقَالَ الإِمَام الباقلاني: دخلت الخدر خدر عميزة ذكره تكريراً لإِقَامَة الْوَزْن لَا فَائِدَة فِيهِ غَيره وَلَا ملاحة وَلَا رونق. وَقَوله: فَقَالَت لَك الخ الْكَلَام مؤنث من كَلَام النِّسَاء نَقله من جِهَته إِلَى شعره وَلَيْسَ فِيهِ غير هَذَا. انْتهى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute