وكان ولي القضاء ببغداد من قِبَل المستكفي فِي صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ثُمَّ قُبِض عليه فِي صفر سنة أربع وثلاثين، ثُمَّ قلده المطيع قضاء الشرقية والحرمين ومصر وسُرَّ من رأى وبعض السواد وبعض عمل الشأم. ثُمَّ صرف عن جميع ذَلِكَ فِي صفر سنة خمس وثلاثين. وعمل فِيهِ ابن سُكَّرة الشاعر قصيدة أبدع فِي هجائه فِيهَا:
ولقد جنى قاضي القضا ... ة حسينُ نَجْلُ أبي الشواربْ
وكانت وفاته فِي شهر رمضان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن أبي بكر عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي يكنى أبا بكر.
ولي قضاء مصر مضافاً إِلَى قضاء الرَّمْلَة وطَبَرِيَّة والإِسكندرية وغير ذَلِكَ. فاستخلف أوّلاً ابن وليد، ثُمَّ استخلف أخاه عمر بن الحسن. وَكَانَ خطيب الجامع العَمْريّ بمصر وإمامه وإليه إقامة الحج وإمامة الحرمين. قال الخطيب..
محمد بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن اليازُوري إسماعيلي من المائة الخامسة. تقدم ذكره فِي ترجمة والده.
قال سليمان بن علي بن عبد السميع العباسي: ولي محمد بن الحسن هَذَا القضاء بمصر نيابة عن أبيه، ولقب خطير الملك وأمين الملك ذا الرياستين. وأضيف إِلَيْهِ جميع أعمال مصر، وإلى أخيه جميع أعمال بلاد الشام وأفرد كل منهما بما إِلَيْهِ من ذَلِكَ. فلم يزل أمرهما مستقرّاً طول ولاية أبيهما الوزارة إِلَى أن قبض عَلَيْهِ كما تقدم فِي ترجمته. فقتل هو بعد أن نفي هو وأولاده إِلَى تنيس سنة خمسين وأربعمائة.