للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رعى، فأسكن العين للجزم (١) لأنه جواب الطلب في قوله: «أرسله معنا».

«١١» وحجة من كسر العين أنه جعله من «رعى يرعى» وهو مثل «رتع» في المعنى، إلا أنّ من جعله من «رعى» فإن لامه ياء، فحذفها علم الجزم، ومن جعله من «رتع» فلامه عين، فسكونها علم الجزم. وقد قيل: معنى نرتع نلهو. فتحسن القراءة بالياء لإضافة اللهو إلى يوسف، إذ لام ذمّ عليه في ذلك لصغره، ويبعد في القراءة بالنون لإضافة اللهو إلى أخوة يوسف، وهم كبار (٢)، وقد ذكرنا همز «الذئب» فيما تقدّم (٣).

«١٢» قوله: ﴿يا بُشْرى﴾ قرأ الكوفيون بغير ياء بعد الألف. وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف. وقد ذكرنا الإمالة فيما تقدّم (٤).

وحجة من قرأ بياء أنه أضاف «بشرى» إلى نفسه، فهو نداء مضاف منصوب كما تقول: يا هداي ويا يحياي تعال.

«١٣» وحجة من حذف الياء أنه نادى «بشرى» ولم يضف، فهو نداء مفرد شائع، ومعنى ندائه البشرى أنه على تقدير: تعالي يا بشراي (٥). فهذا من وقتك وآياتك. أي لو كنت ممّن يخاطب لخوطبت الآن كما قال: ﴿يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ﴾ «يس ٣٠» فهو في موضع نصب، لأنه شائع، لا يراد به شيء بعينه، مثل «يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ» لكنه لا ينصرف، لأنه صفة، وللزوم ألف التأنيث له. واختار أبو عبيد «يا بشرى» بغير ياء، اسم رجل دعاه [إلى] (٦)


(١) ب: «بالجزم» وتصويبه من: ص، ر.
(٢) التيسير ١٢٨، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٢٣ /أ، والحجة في القراءات السبع ١٦٩، وتفسير غريب القرآن ٢١٢، وزاد المسير ٤/ ١٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/ ٤٧٠.
(٣) راجع «باب ذكر علل الهمزة المفردة» الفقرة «٧».
(٤) راجع «باب أقسام علل الإمالة» الفقرة «١٦».
(٥) قوله: «ولم يضف … بشراي» سقط من: ر.
(٦) تكملة لازمة من: ر.