للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«١٤» قوله: (فلا تسألن) قرأه ابن كثير بفتح النون واللام [مشدّدا] (١) وقرأ نافع وابن عامر بكسر النون وفتح اللام مشددا. وقرأ الباقون بإسكان اللام وكسر النون مخفّفا.

وحجة من فتح النون وشدّد أنه جعلها النون المشددة التي تدخل في الأمر والنهي للتأكيد، وفتح اللام [التي] (٢) قبلها، ولئلا يلتقي ساكنان، والفعل للواحد أبدا، مع النون الثقيلة والخفيفة، مبني على الفتح، وعدّى الفعل إلى مفعول واحد وهو «ما»، وذلك حسن في «سأل»، لأنه غير داخل على ابتداء وخبر، وكذلك العلة لمن شدّد وكسر النون غير أنه عدّى الفعل إلى مفعولين وهما (٣) انياء و «ما»، فحذف الياء لدلالة الكسرة عليها. وكان أصله ثلاث نونات «تسألنّني» [في] (٤) النون المشددة التي للتأكيد مقام نونين، فالنون التي تدخل مع الياء في اسم المضمر المفعول، في نحو: ضربني، فحذف إحدى النونات لاجتماع الأمثال تخفيفا، كما تحذف في «إني»، وأصلها «إنني».

«١٥» وحجة من أسكن اللام وخفف النون أنه لم يدخل النون المشددة التي للتأكيد في الفعل، ووصل الفعل بضمير المتكلم، وهو المفعول الأول.

و «ما» المفعول الثاني، وأسكن اللام للنهي وحذف الياء لدلالة الكسرة عليها.

فالفعل في هذه القراءة معرب مجزوم للنهي، وفيما تقدّم مبني على الفتح (٥).

«١٦» قوله: (ومن خزي يومئذ) قرأ نافع والكسائي بفتح الميم،


(١) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٢) تكملة موضحة من: ص، ر.
(٣) ب: «وهو» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) تكملة لازمة من: ر.
(٥) التبصرة ٧٧ /أ، والتيسير ١٢٥، وزاد المسير ٢/ ١١٤، وإيضاح الوقف والابتداء ٢٦٣، وتفسير النسفي ٢/ ١٩٢