للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«٨٥» قوله: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلّهِ﴾ قرأ أبو عمرو «كله» بالرفع على الابتداء، و «لله» الخبر، والجملة خبر «إن»، وحسن أن يكون «كل» ابتداء، وهي ممّا يؤكد بها، لأنها أدخل في الأسماء منها في التأكيد، إذ تقع فاعلة ومفعولة ومجرورة، كسائر الأسماء، ولا يكون شيء من ذلك في «أجمعين»، تقول: كلهم أتاني، ورأيت كل القوم، ومررت بكل أصحابك.

ولا يجوز ذلك في «أجمعين»، فحسن أن تقع مبتدأة، وقرأ الباقون بالنصب، على التأكيد للأمر. ويجوز عند الأخفش أن يكون «كله» بدلا من الأمر، و «الله» الخبر في الوجهين، والنصب الاختيار، للإجماع عليه، ولصحة وجهه، ولأن التأكيد أصل «كل» لأنها للإحاطة (١).

«٨٦» قوله: ﴿بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ قرأه ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، ردّوه على لفظ الغيبة الذي قبله، في قوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾، وقوله: ﴿وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ﴾، وقوله: ﴿حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾، وقرأ الباقون بالتاء، ردّوه على الخطاب الذي قبله، في قوله: ﴿لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾، فالضمير في «تعملون» للمؤمنين، وهو في القراءة بالياء للكفار، والقراءتان متعادلتان والتاء أحب إليّ لأن الأكثر عليه (٢).

«٨٧» قوله: (متّم، ومتنا) (٣) قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي بكسر الميم، حيث وقع، وقرأ الباقون بضم الميم، غير أن حفصا ضمّ الميم في هذه السورة خاصة.

«٨٨» وحجة من ضمّ [الميم] (٤) أن المستعمل الفاشي في هذا الفعل


(١) زاد المسير ١/ ٤٨١، ومغني اللبيب ١٩٥، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٤٢ /أ.
(٢) ص: «إليّ لإجماع أهل الحرمين وعاصم وأبي عمرو عليها»، وانظر الحجة في القراءات السبع ٩١، وزاد المسير ١/ ٤٨٤، وتفسير النسفي ١/ ١٩٠.
(٣) الحرف الثاني في سورة المؤمنون (آ ٨٢)
(٤) تكملة موضحة من: ص.