للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي لم يسمّ فاعله. وعلى الوجه الأول مرفوعون بالابتداء و «معه» الخبر، أو مرفوعون بالظرف. والجملة في الوجهين صفة ل «نبي»، وهذا الوجه يقوّيه قول الحسن المذكور عنه. ويجوز، على الوجه الأول، أن يكون «معه ربيون» في موضع الحال من المضمر في «قتل»، فتكون الهاء في «معه»، تعود على الضمير في «قتل»، ويعود إذا كان «معه ربيون» صفة ل «نبي» على «نبي» (١).

«٨٣» قوله: ﴿الرُّعْبَ﴾ قرأه ابن عامر والكسائي بضمّ العين، حيث وقع، وأسكن الباقون، وهما لغتان فاشيتان ك «السحت والسحت» (٢).

«٨٤» قوله: ﴿يَغْشى طائِفَةً﴾ قرأه (٣) حمزة والكسائي بالتاء والإمالة، ردّاه على تأنيث «الأمنة» لأن من أجلها تغشوا، فهي المقصودة بالغشيان لهم، لأن الناعس لا يغشاه النعاس إلا ومعه أمنة. وقد تحدث الأمنة ولا نعاس معها، فالأمنة أولى بإضافة الفعل إليها. وقد قدّمنا علة الإمالة، وقرأ الباقون بالياء والفتح، حملوه على تذكير النعاس، لأنه هو الذي غشيهم، ودليله قوله: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ﴾ «الأنفال ١١» فأضاف الفعل إلى النعاس، وكان النعاس أولى بذلك، لأنه أقرب إلى الفعل. وأيضا فإن المستعمل في الكلام أن يقال: غشيني النعاس إذا نعس، ولا يقال غشيتني الأمنة. وأيضا فإن النعاس بدل من الأمنة، فكأن الأمنة محذوفة من الكلام، لقيام المبدل منها مقامها، وهو الاختيار، لما ذكرنا من العلة، ولأن الجماعة على الياء (٤).


(١) تفسير الطبري ٧/ ٢٦٤، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٢٩، وإيضاح الوقف والابتداء ٣٨٢، ٥٨٥، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢١ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٤١ /أ.
(٢) التيسير ٩١، والنشر ٢/ ٢٠٨، والحجة في القراءات السبع ٩٠، وزاد المسير ١/ ٤٧٤، وتفسير النسفي ١/ ١٨٧.
(٣) ص: «قرأ».
(٤) زاد المسير ١/ ٤٨٠، وتفسير ابن كثير ١/ ٤١٨، وتفسير النسفي ١/ ١٨٩