مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى فركضه برجله، وقال: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم اللَّه فيها الرزق لعباده. أوما سمعت ما قالت العرب فيها، قال: وما قالت العرب يا أبت؟ قال: زعمت أنها مكسلة مهرمة مقساة للحاجة، ثم يا بني نوم النهار على ثلاثة نوم محق وهي نومة الضحى، ونومة الخلق وهي التي روي: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، ونومة الخرق وهي نومة بعد العصر لا ينامها إلا سكران أو مجنون، انتهى. وهذا الأخير عنده أيضاً بجانبه عن خوات بن جبير، قال: نوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق.
٦١٦ - حديث: الصبر مفتاح الفرج، والزهد غنى الأبد، ذكره الديلمي بلا إسناد عن الحسين بن علي به مرفوعاً، وللقضاعي عن ابن عمر وابن عباس مرفوعاً: انتظار الفرج بالصبر عبادة، وهو عبد ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة، وأبي سعد الماليني عن ابن عمر فقط لكن بدون الصبر، ولأولهما ومن جهته البيهقي من حديث علي مرفوعاً مثل لفظ القضاعي سواء، وكذا هو لابن عبد البر، وبعضها يؤكد بعضاً.
٦١٧ - حديث: صدق رسول اللَّه، هو كلام يقوله كثيرون من العامة عقب قول المؤذن في الصبح: الصلاة خير من النوم، وهو صحيح بالنظر لكونه ﷺ أقر بلالاً على قوله: الصلاة خير من النوم، كما بينت ذلك في القول المألوف، بل ثبت أن النبي ﷺ أمر أبا محذورة بقول ذلك، ولذا كان استحباب قوله وجهاً، ولكن الراجح قول: صدقت وبررت، لا هذا.
٦١٨ - حديث: صدقة السر تطفئ غضب الرب، الطبراني في الصغير، ومن جهته القضاعي من جهة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد اللَّه بن جعفر: حدثنا حديثاً سمعته من رسول اللَّه ﷺ فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ، وذكره، وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف، ولكن له شواهد منها عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً مثله، أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وأبو الشيخ في الثواب، والبيهقي في الشعب، وفيه الواقدي وهو ضعيف، وعن ابن مسعود