عن أبيه عن أبيه، بلفظ: تختوا بالخواتم العقيق، فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه، وعلي بن مهرويه صدوق، وداود بن سليمان يقال له الغازي وهو جرجاني كذبه ابن معين، وله نسخة موضوعة بالسند المذكور من جملتها: إن الأرض تنجس من بول الأقلف أربعين يوما، وهو في أمالي الحسين بن هارون الضبي من وجه آخر عن أبي بكر الأزرق عن جعفر به، ولفظه: من تختم بالعقيق ونقش فيه ﴿وما توفيقي إلا باللَّه﴾ وفقه اللَّه لكل خير، وأحبه الملكان الموكلان به، وفي سنده أبو سعيد الحسن بن علي وهو كذاب، وهذا عمله، ومنها لابن حبان في الضعفاء من طريق أبي بكر بن شعيب عن مالك عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة مرفوعاً: من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً، قال: وابن شعيب يروي عن مالك ما ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به، وهو عند الطبراني في معجمه الأوسط، والدارقطني في الأفراد، بل وعند الطبراني، وأبي نُعيم في الحلية، وغيرهما، من طرقه سواه، ومع ذلك فهو باطل، وقد قال العقيلي: إنه لا يثبت في هذا عن النبي ﷺ شيء، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: قد ذكر حمزة بن الحسن الأصبهاني في كتاب "التنبيه على حروف من التصحيف" قال: كثير من رواة الحديث يروون أن النبي ﷺ، قال: تختموا بالعقيق، وإنما قال: تخيموا بالعقيق، وهو اسم وادٍ بظاهر المدينة، قال ابن الجوزي: وهذا بعيد، وتأويله أحق أن ينسب إليه التصحيف لما ذكرنا من طرق الحديث، بل قال شيخنا: حمزة معذور، فإن أقرب طرق هذا الحديث كما يقتضيه كلام ابن عدي في رواية يعقوب، ولفظه: تخيموا بالعقيق فإنه مبارك، وهذا الوصف بعينه قد ثبت لوادي العقيق في حديث عمر الذي أخرجه البخاري في أوائل الحج من رواية عكرمة عن ابن عباس: سمعت النبي ﷺ بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صل في هذا الوادي المبارك، انتهى. وما رواه المطرز في اليواقيت عن أبي القاسم الصايغ عن إبراهيم الحربي أنه سئل عنه فقال: إنه صحيح، قال: ويروى أيضاً يالياء المثناة من تحت، أي اسكنوا العقيق وأقيموا به، فغير معتمد، بل المعتمد بطلانه، ثم إن قوله في بعض ألفاظه: فإنه ينفي الفقر، يروى في اتخاذ الخاتم الذي فصه من ياقوت، ولا يصح أيضاً، قال ابن الأثير: يريد أنه إذا ذهب ماله باع خاتمه فوجد به غنى، وقال غيره: بل الأشبه إن صح الحديث أن يكون لخاصية فيه، كما أن النار لا تؤثر فيه ولا تغيره، وإن من تختم به أمن من الطاعون، وتيسرت له أمور المعاش،