للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حُكمُها مُستَمِرٌّ إلى يوم القيامة؛ للأحاديث (١) الواردة فيه (٢).

وأمَّا قوله: «لا هجرة بعد الفتح» (٣)، وقد انقطعت الهجرة؛ أي: لا هجرةَ من مكَّةَ بعْدَ فتحها، أو لا هجرة من بلد بعد فتحه (٤)؛ لأن الهجرة إليه لا منه.

(وَتُسْتَحَبُّ (٥) لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ)؛ أي: على إظهار دينه؛ ليتمكن من جهادهم، ويكثِّر المسلمين، ويعينهم ويتخلَّص من تكثير عددهم (٦)، والاختلاط بهم، وقضيَّة نُعيم شاهدةٌ بذلك (٧).


(١) في (ح): والأحاديث.
(٢) الأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرةٌ، منها: ما أخرجه أحمد (١٦٧١)، والنَّسائي (٤١٧٣)، وابن حبَّان (٤٨٦٦) من حديث عبد الله بن وقدان السَّعدي قال: قلت: يا رسول الله، إنِّي تركتُ مَنْ خلفي، وَهُمْ يَزعمون أنَّ الهجرة قد انقطعتْ، قال: «لا تنقطعُ الهجرةُ ما قُوتِلَ الكفَّار»، وفي لفظٍ: «ما دام العدو يقاتل»، وفي سنده اختلافٌ، وصحَّحه أبو زرعة وابن حبَّان، وحسَّن سنده الألباني.
ومنها: ما أخرجه سعيد بن منصور (٢٣٥٤)، والطَّحاوي في المشكل (٢٦٣٠)، من حديث جنادة بن أبي أميَّة مرفوعًا: «لا تنقطعُ الهجرةُ ما كان الجهاد»، وصحَّحه ابن حجر والألباني. ينظر: الإصابة ١/ ٦٠٨، الإرواء ٥/ ٣٣.
(٣) أخرجه البخاري (٢٧٨٣)، ومسلم (١٣٥٣)، من حديث ابن عباس .
(٤) قوله: (لا هجرة من بلد بعد فتحه) سقط من (ح).
(٥) في (ح): ويستحب.
(٦) في (ح): عدوهم.
(٧) يشير المصنف رحمه الله تعالى إلى ما ذكره-بغير إسناد- الحافظان ابن عبد البرّ، وابن حجر: أن النبيّ قال لنعيم بن عبد الله النحَّام حين قدم عليه: «يا نعيم، إنّ قومك كانوا خيرًا لك من قومي». قال: بل قومك خير يا رسول الله. قال النبيّ : «إنّ قومي أخرجوني، وإنّ قومك أقرُّوك». فقال نعيم: يا رسول الله، إنّ قومك أخرجوك إلى الهجرة، وإنّ قومي حبسوني عنها». قال ابن عبد البر: كان نعيم النحّام قديم الإسلام، يقال: إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل إسلام عمر بن الخطاب، وكان يكتم إسلامه، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة؛ لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم. وكانت هجرة نعيم عام خيبر، وقيل: بل هاجر في أيام الحديبية. ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٤/ ١٥٠٧، الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ٣٦١، المغني لابن قدامة ٩/ ٢٩٥.