للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي حَجَرٍ نجَسٍ؛ وجهان.

ويَسْتَبْطِن الوادِيَ، ويَسْتقْبِلُ القِبلةَ، ويَرمِي على حاجِبه الأيمن؛ لفعل عبد الله، قال التِّرمذيُّ: حديثٌ صحيحٌ (١).

وله الرَّمْيُ من فوقها؛ لفِعْل عمرَ (٢).


(١) أخرجه أبو داود الطيالسي (٣١٨)، وابن أبي شيبة (١٥٣٨٥)، وأحمد (٤٠٨٩)، والترمذي (٩٠١)، وابن ماجه (٣٠٣٠)، من طرق عن المسعودي، عن جامع بن شداد أبي صخرة، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: لما أتى عبد الله جمرة العقبة استبطن الوادي، واستقبل القبلة، وجعل يرمي الجمرة على حاجبه الأيمن، ثم رمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم قال: «والله الذي لا إله إلا هو، من ههنا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة»، وإسناده صحيح إلا أن فيه ألفاظًا منكرة، عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي اختلط، إلا أن ممن روى عنه هذا الحديث يحيى القطان ووكيع، وكلاهما سمع منه قبل الاختلاط، ولذا قال الترمذي: (حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح).
ومع ذلك فقد خالفه النخعي، في قوله: «واستقبل القبلة، وجعل يرمي الجمرة على حاجبه الأيمن»، فرواه البخاري (١٧٤٨)، ومسلم (١٢٩٦)، من طريق إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله ، أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى، جعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، ورمى بسبع، وذكره. قال الحافظ في الفتح ٣/ ٥٨٢: (ووقع في رواية أبي صخرة عن عبد الرحمن بن يزيد: لما أتى عبد الله جمرة العقبة استبطن الوادي واستقبل القبلة. أخرجه الترمذي، والذي قبله -وهي رواية الصحيحين- هو الصحيح، وهذا شاذ؛ في إسناده المسعودي وقد اختلط)، وحكم الألباني في الضعيفة (٤٨٦٤) على هاتين الجملتين بالنكارة لذلك.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (١٣٤١٥)، والفاكهي في أخبار مكة (٢٦٢٣)، من طريق حجاج، عن وبرة، عن الأسود قال: «رأيت عمر بن الخطاب، يرمي جمرة العقبة من فوقها»، حجاج هو ابن أرطاة، وهو ضعيف الحديث.
وروي عن عمر خلافه عند ابن أبي شيبة (١٣٤١٠)، قال الحافظ في الفتح ٣/ ٥٨٠: (روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، عن عمرو بن ميمون، عن عمر، أنه رمى جمرة العقبة في السنة التي أصيب فيها وفي غيرها من بطن الوادي، ومن طريق الأسود: رأيت عمر رمى جمرة العقبة من فوقها. وفي إسناد هذا الثاني حجاج بن أرطاة، وفيه ضعف).